3- الصومُ من أركانِ الإسلام
عَنْ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : «بنُيَ الإسْلامُ على خمَسْ:ٍ شهَادةِ أنَّ لا إلَه إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّداً رَسُولُ الله، وإِقَامِ الصَّلاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاة، والحجِّ وَصَومِ رَمَضَانَ» رواه الشيخان( ).
وعَنْ أَبي جَمْرَةَ نَصْرِ بنِ عِمْرَانَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى قَالَ: «كُنتُ أُتَرْجِمُ بينَ ابنِ عَباسٍ وبينَ النَّاسِ فقَالَ: إنَّ وفدَ عبدِالقيْسِ أَتَوا النَّبيَّ ﷺ فَقَالَ: مَنْ الوَفْدُ؟ أَو مَن القَومُ؟ قَالُوا: رَبيعَةُ، فقَالَ: مَرحَباً بالقَومِ أو بِالوَفدِ غيرَ خَزَايَا ولا نَدَامى، قَالَوا: إنَّا نَأتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بعِيدةٍ وبَيننَا وبَينَكَ هذا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَر، ولا نَستَطِيعُ أَنْ نَأتِيَكَ إلا في شَهْرٍ حَرَامٍ فَمُرْنَا بأَمْرٍ نُخْبِرُ به مَن وَرَاءَنا نَدْخُلُ به الجَنَّة، فَأَمَرَهُم بأَربَعٍ... : أَمَرهم بالإيمانِ بالله عزَّ وجَلَّ وَحْدَهُ، قَالَ: هَل تَدْرُونَ ما الإِيمانُ بالله وَحْدَه؟ قَالَوا: اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ: شَهَادَةُ أَنَّ لا إِله إلَّا الله وأَنَّ مُحمداً رَسُولُ الله، وإِقَامُ الصَّلاةِ، وإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وصَومُ رَمَضَانَ، وتُعْطُوا الخُمُسَ من المَغْنَم... قال: احْفَظُوهُ وأَخْبِرُوهُ مَنْ وَرَاءَكُم» رواه الشيخان( ).
الفوائد والأحكام( ):
الأول: بَيانُ أصْلِ الإيمَانِ وأَصْلِ الإسْلامِ، وأنَّ الإيمَانَ هُوَ الإقرَارُ البَاطِنُ والإسْلامَ هُوَ الاسْتِسْلامُ والانْقِيَادُ الظَّاهِرُ، هَذَا إِذا اجْتَمَعَا في نَصٍّ واحِدٍ، وأَمَا إِذَا افْترَقَا فَيُطْلَقُ الإيمَانُ عَلى الإسْلامِِ والعَكس.
الثاني: ثُبُوتُ الإسْلامِ بالشَّهَادتينِ، وإِضَافَةُ الصَّلاةِ والزَّكَاةِ والصَّومِِ والحَجِّ إلى الشَّهادَتينِ لكَوْنِها أَظْهَرَ شَعَائِرِ الإسْلامِ وأَعْظَمَهَا.
الثالث: أنَّ تَرْكَ هذِهِ الأَركَانِ الخَمسَةِ أَوْ بَعضِهَا يَدُلُّ عَلى عَدَمِ الاسْتِسْلامِ لله تَعَالَى، وعَدَمِ الانْقيادِ لَهُ عَزَّ وجَلَّ.
الرابع: شَرفُ صِيامِ رَمَضَانَ، وعُلُوُّ مَنزِلَتِهِ عِنْدَ الله تَعَالَى؛ إِذْ جَعَلَهُ مِنْ أَركَانِ الإسْلامِ.
الخامس: وجُوبُ تَعلُّمِ الضَّرُورِيِّ مِنَ الدِّينِ كالوَاجِبَاتِ لفِعلِهَا، والمُحَرَّمَاتِ لاجْتِنَابِها، وتَبْلِيغِها للنَّاسِ؛ أَخْذَاً من قولِ النَّبيِّ ﷺ : «احْفَظُوهُ وأَخْبِرُوهُ مَنْ وَرَاءَكُمُ».