Admin Admin
عدد المساهمات : 1739 نقاط : 5073 السٌّمة : 21 تاريخ التسجيل : 06/04/2013 العمر : 60 الموقع : https://ashrafashoosh.forumegypt.net
| موضوع: خطبة عن النااار مكتوبة الجمعة 10 يونيو 2016, 10:51 am | |
| أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمنالرحيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله ، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،،، وبعــــــد فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا ، وأن يجعل التفرق من بعده تفرقًا معصومًا وألا يجعل من بيننا ولا حولنا شقيًا أو محروما اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا ينفعنا ، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ" [سورة: الجاثية -الآية: 15] يارب طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب. يا رب، نشكو إليك قسوة قلوبنا، وغفلة نفوسنا، وتقصيرنا في طاعتك، وغفلتنا عن ذكرك. يا رب اجعلنامن قوم تحبهم ويحبونك، ولا تجعلنا ممن نسوك فنسيتهم. أما بعد عباد الله: اتقوا الله حق التقوى. أيها الأخوةفي الله، لقد قست القلوب فهي ما بين شواغل الدنيا و صوادفها وملهياتها. ثم إذا أفاقت فإذا هي تفيق إلى نكبات وهموم و غموم تتجاذبها، فإذا حديث الرقائق والرغائب. إذاالحديث المخّوف والحديث المرقق غريب عن القلوب، غريب على الآذان، قل ما تنصت إليه وقل ماتسمعه. كم كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتعاهد أصحابه بمواعظ توجل منها القلوب، وتذرف منها العيون، وترتعد منها الفرائض. يقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب أصحابه بكلمات قليلات يسيرات مباركات. فيقول لهم أيها الناس: "أُريت الجنة والنار فلم أرى كاليوم في الخير والشر، والله لو تعلمون ماأعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله" فماأن يتتام هذا الكلام من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى يخفض الصحابة رءوسهم،ويكبوا بوجوههم ولهم ضجيج وخنين بالبكاء. أما إن نفوسنا بحاجة إلى أن نوردها المواعظ والنذر، ونذكرها بما خوف الله به عباده، وحذرهم منه، وقد حذر المولى جل وعلا وأنذر. حذر عباده أشد التحذير وأنذرهم غاية الإنذار من عذاب النار ومن دار الخزي والبوار فقال المولى جل جلاله وتقدست أسمائه: قال تعالى: (فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظّىَ) [سورة: الليل - الآية: 14] قال تعالى: (إِنّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لّلْبَشَرِ) [سورة: المدثر - الآية: 36] فو الله ما أنذر العباد وخوفهم بشيء قط هو أشد وأدهى من النار. وصف لهم حرها ولظاها. وصف لهم طعامها وشرابها. وصف أغلالها و نكالها. وصف حميمها و غساقها. وصف أصفادهاو سرابيلها. وصف ذلك كله حتى إن من يقرأ القرآن بقلب حاضر، ويسمع وصف جهنم فكأنما أقيم على شفيرها فهو ، يراها يحطم بعضها بعضا، كأنما يرى أهل النار يتقلبون في دركاتها، ويجرجرون في أوديتها. كل ذلك من المولى جل وعلا إنذار وتحذير. وكذا خوف نبينا (صلى الله عليه وسلم) من النار وحذر وأنذر، وتوعد وحذر، وكان (صلى الله عليه وسلم) شديد الإنذار شديد التحذير من النار. وقف (صلى الله عليه وسلم) على منبره فجعل ينادي ويقول: "أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار..." وعلا صوته (صلى الله عليه وسلم) حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خليصة كانت على كتفيه (صلى الله عليه وسلم)، فوقعت عند رجليه من شدة تأثره وانفعاله بما يقول عليه الصلاة والسلام. وقال (صلوات الله وسلامه عليه ) "أنا أخذ بحجزكم عن النار، أقول إياكم وجهنمَ والحدود، إياكم وجهنم والحدود، إياكم وجهنم والحدود." فهو (صلى الله عليه وسلم) أخذ بحجز أمته يقول إياكم عن النار، هلم عن النار وهم يعصونه و يقتحمونها. أيها الأخوة في الله: ثم أصبح الحديث عن النار وعذابها حديث خافت الا تكاد تتحرك به الألسنة. ولا تستشعره القلوب. ولا تذرف له العيون. حديثا غريبا عن المسامع، بعيدا عن النفوس. مع أن ربنا جل جلاله قد ذكّرنا بها غاية التذكير، وحذرنا منها أعظم التحذير. ألا فلنُشعر القلوب بشيء من أحوالها،ولنذكّر النفوس بشيء من أهوالها، عسى قسوة من قلوبنا تلين، وغفلة من نفوسنا تُفيق . فإن سألت عن النار ؟ فقد سألت عن دار مهولة، وعذابشديد. إن سألت عن حرّها وعن قعرها و حميمها و زقومها وأصفادها وأغلالها وعذابهاوأهوالها وحال أهلها؟ فما ظنك بحر نار أوقد عليها آلف عام حتى أحمرت. ثم أوقدعليها آلف عام حتى ابيضت، ثم أوقد عليها آلف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة. ما ضننا بحرنار نارنا هذه التي نوقدها جزء واحد من سبعين جزء من نارالآخرة. أما بُعد قعرها: فما ظننا بقعر نار يلقى الحجر العظيم من شفيرها فيهوي فيها سبعين سنة لا يدرك قعرها، والله لتملأن والله لتملأن والله لتملأن. أما طعامها وشرابها؟ فأستمع إلى قول خالقها والمتوعدبعذابها قال تعالى: (إِنّ شَجَرَةَ الزّقّومِ( 43)طَعَامُ الأثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)[سورة: الدخان - الآية: 46:43] "أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّـومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَافِتْنَةً لِلظَّالِمِـينَ(63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِـي أَصْلِ الْجَحِيـمِ (64)طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِيـنِ (65) فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُـونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَالَشَوْباً مِنْ حَمِيـمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإٍلَى الْجَحِيـمِ [الصافات62:68 ] أماشرابها، فأستمع إلى ما يقول ربنا وخالقنا: "وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا"[الكهف 29] فهذا الطعام"وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا" [المزمل 13] وهذا الشراب : مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ* يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ المَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِه عَذَابٌ غَلِيظٌ" [إبراهيم الآية 16:17] يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان حال طعام أهل النار: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم." فكيف بمن تكون طعامه؟؟، فكيف بمن تكون طعامه. ؟؟ يلقى على أهل النار الجوع فإذا استغاثوا أغيثوا بشجر الزقوم. فإذا أكلوه غلى في بطونهم كغلي الحميم،فيستسقون فيُسقون بماء حميم إذا أدناه إلى وجهه شوى وجهه، فإذا شربه قطع أمعائه حتى يخرج من دبره: "وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ" [سورة محمد آية 15] أما سلاسلها وأغلالها فأستمع إلى وصفها: "ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ " [سورة الحاقة آية 32] [الرحمن آية41 ]"" فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ أي أن ناصية رأسه تجمع إلى قدميه من وراء ظهره ينشأ الله لأهل النار سحابة سوداء مظلمة ،فيقال لهم يا أهل النار أي شيء تطلبون ؟ فيقولون الشراب،فيستسقون فتمطرهمتلك السحابة السوداء أغلالا تزيد في أغلالهم، وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا يتلهب عليهم أما عذاب أهل النار وكل ما مضى من عذابها ؟ فما ظنك بعذاب دار أهون أهلها عذابا من كـان له نعلان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحداًأشد منه عذابا، وإنه لأهونهم أما حال أهلها فشر حال وهوانهم أعظم هوان وعذابهم أشد عذاب ما ظنك حتى قاموا على أقدامهم خمسين آلف سنة، لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة،انقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت أكبادهم جوعا ثم أنصرف بهم بعد ذلك إلى النار، فيسقون من عين آنية قد أذى حرها وأشتد نضجها فلو رأيتهم وقد أسكنوا دارا ضيقت الأرجاء،مظلمة المسالك، مبهمة المهالك قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي يسحبون فيها على وجوههم مغلولين النار من فوقهم، النار من تحتهم، النار عن أيمانهم، النار عن شمائلهم " لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "[الأعراف:41]. فغطائهم من نار وطعامهم من نار، وشرابهم من نار ولباسهم من نار، ومهادهم من نار فهم بين مقطعات النيران و سرابيل القطران وضرب المقامع ، وجر السلاسل يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها، ويضطربون بين غواشيها تغلي بهم كغلي القدور وهم يهتفون بالويل ويدعون بالثبور " فَالّذِينَ كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نّارِ يُصَبّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلّمَآ أَرَادُوَاْ أَنيَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيق ِ" [ سورة الحج الآية 19:22] يتفجر الصديد من أفواههم، وتتقطع من العطش وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ[ سورة النساء الآية56] بأمانيهم فيها الهلاك ومالهم من أسرها فكاك فما حال دار أماني أهلها إذا تمنوا فيها الموت؟ ما حال دار أماني أهلها إذا تمنوا فيها أن يموتوا ؟ كيف بك إذا رأيتهم وقد أسودت وجوههم فهي أشد سوادا من الحمم وعميت أبصارهم، و أبكمت ألسنتهم، وقصمت ظهورهم، ومزقت جلودهم، وغلت أيديهم إلى أعناقهم، وجمع بين نواصيهم وأقدامهم، يمشون على النار بوجوههم ويطئون حسك الحديد بـأحداقهم أقطارها ينادون من أكنافها ويصيحون " يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود, يا مالك قد تفتت من الكبود ,يا مالك العدم خير من هذا الوجود " فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقسى خطاب وأغلظ جواب "قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ " [ سورة الزخرف آية 77] فينادونا ربهم وقد أشتد بكائهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم "قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ( 106 ) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ" سورة المؤمنون[ سورة المؤمنون آية 106:107 ] فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبه بتوبيخ أشد من العذاب "قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِي "[ سورة المؤمنون آية 108 ] فعند ذلك أطبقت عليهم النار وغلقت فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزداد حسراتهم وتنقطع أصواتهم فلا يسمع إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء يبكون على تضييع أوقات الشباب. ويتأسفون أسفا أعظم من المصاب. ولكن هيهات هيهات، ذهب العمل وجاء العقاب. لقد خاب من أولاد أدم من مشى إلى النار مغلول القيادة أزرقا يساق إلى نار الجحيم مسربلا سرابيل قطران لباسا محرقا إذا شربوا منها الصديد رأيتهم يذوبون من حرالصديد تمزقا ويزيدهم عذابهم شدة، وحسرتهم حسرة تذكرهم ماذا فاتهم بدخول النار لقد فاتهم دخول الجنان، ورؤية وجه الرحمن، ورضوان رب الأرض والسماء جل جلاله ويزيد حسرتهم حسرة، وألمهم ألما أن هذا العذاب الأليم والهوان المقيم ثمن اشتروه للذة فانية، وشهوة ذاهبة، لقد باعوا جنة عرضها السماوات والأرض بثمن بخس دراهم معدودة بشهوات تمتعوا بها في الدنيا ثم ذهبت وذهبوا فكأنها وكأنهم ما كانوا وما كانت ثم لقوا عذابا طويلا، وهوان مقيما فعياذا بالله من نار هذه حالها.وعياذا بالله من عمل هذه عاقبته. اللهم إنه لا طاقة لنا بعقابك، ولا صبر لناعلى عذابك. اللهم فأجرنا وأعتقنا من نارك. "رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا" [ سورة الفرقان آية 65:66 ] | |
|