omeslam
عدد المساهمات : 309 نقاط : 872 السٌّمة : 1 تاريخ التسجيل : 18/05/2013
| موضوع: خطبة مكتوبة عن الحسد الخميس 03 أبريل 2014, 5:07 pm | |
| [size=21.33]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) . ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) أما بعد أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ، فإن من اتقى الله فتح الله له البلاد والعباد ومن اتقى الله كفاه، ومن اتقى الناس لن يغنوا عنه من الله شيئًا. أوصيكم ونفسي بتقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، الواعظون بها كثير، والعاملون بها قليل، جعلنا الله وإياكم من المتقين. أيها الناس : إن المؤمن سليم الصدر، طاهر النفس، نقى، تقي القلب، رقيق المشاعر ، فالمؤمن ينام على فراشه آخر الليل - يشهد الله فى عليائه - أنه لا يحمل ذرة حقد، أوغل، أو حسد لمسلم على وجه الأرض البتة . أيها الناس : لقد انتشر بين كثير بين الناس في هذا الزمان مرض خطير ألا وهو ( داء الحسد ) . إن الحسد من أخطر أمراض القلوب والعياذ بالله، فيرى الأخ أخاه في نعمة، فيحقد عليه ويحسده، ونسي هذا الجاهل ابتداءً أنه لم يرض عن الله الذي قسم الأرزاق، فليتق الله وليعد إلى الله سبحانه وتعالى، وليسأل الله الذي وهب وأعطى أن يهبه ويعطيه من فضله، وعظيم عطائه، ويردد مع هؤلاء الصادقين: [ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ] أيها الناس : إن الحسد مرض خطير ، يوجد في القلوب الضعيفة ، التي لا تقتنع بقضاء الله وقدره . وهو خلق ذميم مع إضراره بالبدن ، وإفساده للدين . والحاسد هو الذي يتمنى زوال النعمة عن غيره وأن يتمنى أن تكون هذه النعمة له بدلا من غيره . فاحذروا الحسد : فهو ضرر في الدين لأن الإنسان بالحسد قد سخط على قضاء الله تعالى وكره نعمته التي قسمها بين عباده . وضرر في الجسد، لأن الحاسد يكون في هم وغم لا يعلمه إلا الله. والحسد من صفات اليهود فقد حسدوا النبي e . قال تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) . والحاسد عدو لنعم الله معترض على قضاء الله . قال تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) . وحذر النبي e منه . فقال e ( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ) . ولذلك ليس شيء من الشر أضر من الحسد ، لأنه يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود . غم لا ينقطع . مصيبة لا يؤجر عليها . مذمة لا يحمد عليها . يسخط عليه الرب . تغلق عليه أبواب التوفيق . قال بعض الحكماء : ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد . وقال بعضهم : للد درُّ الحسدِ ما أعدلَه ، بدأ بصاحبهِ فقتلَه . قال الشاعر : يا حاسداً لي على نعمتي أتدري على من أسأتَ الأدبْ أسأتَ على الله في فعلهِ لأنكَ لم ترضَ لي ما قسمْ فأخزاكَ ربي بأنْ زادني وسدَّ عليكَ وجوهَ الطلبْ قال معاوية لابنه : يا بني ، إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك . وعن سفيان بن دينار : قال قلت لأبي بشر : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ؟ قال : قلت : ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم . وشتم رجل ابن عباس ، فقال له:إنك لتشتمني وفيّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآية في كتاب الله – فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به – ولعلي لا أقاضي إليه أبداً ، وإني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلداً من بلدان المسلمين فأفرح به ، ومالي به سائمة . قال بعض العلماء : إياك والكبْر فإنه أول ذنب عصي به الله ثم قرأ:وإذ قلنا للملائكة . وإياك والحرص ، فإنه أخرج آدم من الجنة . وإياك والحسد فإنما قتل ابن آدم أخاه حين حسده . وقال علي : لا راحة لحسود ، ولا إخاء لملول . وقال معاوية : كل الناس أقدر على رضاه ، إلا حاسد نعمة ، فإنه لا يرضيه إلا زوالها ولذا قيل : كلُّ العداواةِ قد تُرجَى إماتتُها ...إلا عداوةَ من عاداكَ من حسدِ اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد واجعلنا ممن يقولون . ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) . أقول ما تسمعون واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أيها المسلمون اتقوا الله تعالى تفوزوا بالدنيا والآخرة وطهروا قلوبكم وانتبهوا لقلوبكم فإن مدار الأعمال على القلوب . أيها المسلمون: لا يزال الناس بخير وعافية ما لم يتحاسدوا، فإذا تحاسدوا، فقد أفسدوا ما بينهم، وكانت عاقبة أمرهم خسراً، ودب الفساد إليهم يحلق دينهم ومروءتهم ويستأصل بقية الخير من نفوسهم، إنهم بذلك يشترون النار التي تحرقهم وتحرق أموالهم وتقض مضاجعهموفي الحديث ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب ) . وإن من علامات القلب السليم ( الذي لا ينفع يوم القيامة إلا هو ) هو سلامته من الحسد والغل . فإن من أعظم صفات المؤمن سلامة صدره لإخوانه المسلمين من الحسد والغل . أيها الناس : إن من نعمة الله تعالى على هذه الأمة أن جعلها أمة واحدة متماسكة، تلتقي على الإيمان بالله والحب فيه، وطهر قلوب أبنائها من وساوس الضغينة وثوران الأحقاد. فإذا رأى المسلم نعمة تساق إلى أخيه رضي بها وفرح، وأحس فضل الله وفقر عباده إليها، وذكر قول رسول الله e (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ) وإذا رأى أذى يلحق أحداً من خلق الله رثى له ورجا الله أن يفرج كربه ويغفر ذنبه، وبذلك يحب المسلم ناصع الصفحة، راضيا عن الله عن الحياة، مستريح النفس من نزعات الحقد الأعمى. سئل النبي e أي الناس أفضل ؟ قال : كل مخموم القلب صدوق اللسان ؟ قالوا : صدوق اللسان نعرفه ؟ فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد . أيها المسلمون : ينبغي للمسلم أن يتعوذ من الحسد والحساد . قال تعالى ( من شر حاسد إذا حسد ) . ويحاول أن يلتجئ إلى الله بالدعاء والتضرع والتوكل عليه بأن ينجيه من شر الحساد . ومن توكل على الله فهو حسبه . والحرص على قراءة الأذكار والأوراد اليومية والمحافظة عليها . والصبر على كيده . قال الشاعر اصبر على كيدِ الحسود فإن صبرَكَ قاتله فالنارُ تأكلُ بعضهَا إن لم تجد ما تأكلُه فاتقوا أيها المسلمون وراجعوا أنفسكم وراقبوا قلوبكم . وصلوا على النبي الكريم كما أمركم الله بهذا (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) . اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم ارزقنا سلامة الصدر . وطهارة القلب . ونقاء السريرة . اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق ، ومن سيئات الأعمال . اللهم اجعل قلوبنا صافية لإخواننا محبة لهم . اللهم اجعلنا متحابين فيك مجتمعين على طاعتك اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والبغضاء . واجعلنا من عبادك الصالحين . ( وأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) .[/size] | |
|