القرآن الكريم مليء بالتعبيرات الدقيقة التى تسترعى الانتباه....فهو استجابة لله سبحانه وتعالى إذ أمرنا بالتدبر والتفكر والتأمل فيما جاء بالقرآن......
( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) ــــ 29 ص
يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم : ( الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور....... ) ـــ257 البقرة
الله سبحانه وتعالى حين يستخدم كلمة نور.... وظلام فى القرآن الكريم يقول : ( نور ) ويقول : ( ظلمات ).. ولا يقول أنوار.. وظلام.. ولم يرد لفظ أنوار فى القرآن الكريم ، كذلك ام يرد لفظ ظلام فى القرآن الكريم.... إنه الحق المبين الله نور السوات والارض...
يخرج الناس ( من الظلمات إلى النور )..... لماذا؟ فى الدنيا ظلمات كثيرة،ولكن ليس هناك أنوار كثيرة... هناك نور واحد... هو نور الله سبحانه وتعالى... نور الحق ولا نور غيره... .
فلكل نفس هوى....والهوى هو ظلمة...ويختلف من إنسان إلى آخر،لأن الإنسان فى كثير من الأحيان هو عبد لأهوائه... والأهواء تختلف... ومن هنا يأتي الصراع فى الدنيا .. القتل.. السرقة
اغتصاب لأراضى.. اغتصاب النفس..الاعتداء على الغير.. على أخر ما نشهده من صراع فى الحياة..فى كل مكان فى العالم... كل هذه ظلمات..
مختلفة تبع لهوى صاحبها..أذن هى ظلمات كثيرة. لكن الله سبحانه وتعالى الحق المبين، هو الذى وضع النور ليتمكن الإنسان من أن يعيش عيشة مطمئنة..هذا النهج للحياة رسمه الله سبحاته وتعالى فى القرآن.. أما كل ما يتخبط فيه الإنسان بعيدا عن منهج الله فهو ظلمات..ومن هنا فإن الله سبحانه وتعالى يخرجنا من ظلمات كثيرة إلى نور واحد..هو نوره..هو طريقه..هو الحق فحين يستخدم الله كلمة ( ظلمات ) يتحدث عن أهواء الناس وهى مختلفة وكثيرة وحين يستخدم كلمة ( نور ) فهو يتحدث عن شيء واحد.. هو منهجه. ولا يمكن أن تجد خلافات بين أناس فى قلوبهم الخير. رغبتهم الخير.. عملهم الخير..ولا يمكن أن تجد الصراع والشقاق والخلافات إلا على تحقيق أهواء النفس فى الدنيا،فهل عرفت الحكمة من استخدام الله سبحانه وتعالى.. كلمة ( ظلمات ) بالجمع وعدم استخدامه لكلمة أنوار..ومن المعلوم أن لفظ ( من الظلمات إلى النور ) قد تكرر بالقرآن الكريم سبع مرات ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ) :
( الله ولى الذين آمنوا يخرجهم منالظلمات إلى النور...... ) ــــ 257 البقرة
( يهدى الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بأذنه......... ) ـــ16 المائدة
( الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بأذن ربهم ....... ) ـــ 1 إبراهيم
( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور....... ) ـــ 5 إبراهيم
( هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور...... ) ــــ 43 الأحزاب
( هو الذى ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور..... ) ـــ 9 الحديد
( رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور .... ) ـــ 11 الطلاق
فى المقابل تجد لفظ ( النور ) ومشتقاته 49....ولفظ ( العـقـل ) ومشتقاته 49
هل تأملت معي سيدي القارئ الإعجاز والعظمة فى القرآن الكريم ؟
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم ... فى قرآنه العظيم