الحمد لله رب المشارق والمغارب..
خلق الإنسان من طين لازب.. ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب..
خلق منهُ زوجهُ وجعل منهما الأبناء والأقارب..
تلطّف به فنوّع له المطاعم والمشارب..
وحمله في البر على الدواب، وفى البحر على القوارب ..
نحمده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب..
ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب..
وندعوه دعاء المستغفر الوجِل التائب..
أن يحفظنا من كل شرِ حاضر أو غائب..
وأشهد أن لا إله إلا الله القوى الغالب..
شهادة متيقن أن الوحدانية لله أمر لازم لازب..
أرأيت الأرض في دورانها.. كيف تمسكت بكل ثابت و سائب؟!
أرأيت الشموس في أفلاكها.. كيف تعلقت بنجم ثاقب؟!
أرأيت الرياح كيف سُخرت.. فمنها الكريم ومنها المُعاقب؟!
أرأيت الأرزاق كيف دُبرت.. وهل في الطيور زارعُ أو كاسب؟!
أرأيت الأنعام كيف ذُللت..فجادت بألبانها لكل حالِب؟!
أرأيت النحل كيف رشف رحيق الزهور فأخرج الشفاء مشارب؟!
أرأيت النمل كيف خَزَنَ طعامه.. وهل للنمل كاتب أو حاسب؟!
أرأيت الفَرخ كيف نَقر بيضه.. وخرج في الوقت المناسب؟!
أرأيت العنكبوت كيف نسجت.. وكم في الخيوط مصائد ومصائب؟!
أرأيت الوليد كيف التقم ثدي الأُمِ دون علم سابقِ أو تجارب؟!
أرأيت الإنسان كيف ضحك.. أرأيت كيف تثاءب؟!
أرأيت نفسك نائمًا وقد ذهبت بك الأحلام مذاهب؟!
إذا رأيت ذلك كله فاخشع.. فلا نجاة لهارب..
وأشهدُ أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسول الملك الواهب..
ما من عاقل إلا وعلم أن الإيمان به حقُ واجب.
سَلِ العُدولَ وسَل: هل عابهُ في الحق عائب؟
سَلِ الشُهداء عنه: هل كانت له في الدنيا مآرب؟!
سَلِ صناديد قريش في قليب بدرِ عن الصادق، ومن الكاذب؟!
سَلِ السيوف سَلِ الرماح: هل حملها مثلهُ مُحارِب؟!
سَلِ الغار عن الحمامة حيث باضت.. فأغشت أعيُنًا كانت تُراقب!!
سَلِ سُراقة عن قوائم حِصانهِ كيف ساخت في الصخر حتى المناكب؟!
سَلِ أُم مِعبدَ: كيف سقاها اللبن والشاةً مُجهدة وعازب؟!
سَلِ الشمس سَلِ القمر عن نورِهِ إذ الكُل غارب!!
سَلِ النجوم: متى صَلت وسلمت عليه في المسارب؟ !
سَلِ المسجد الأقصى عن قرآنه والرُسُلُ تَسمع والملائكة مواكب!!
سَلِ الزمانَ: متى توقف، وسَلِ المكان: كيف تقارب؟!
سَلِ السماوات السبع: هل وطِئَهَا قَبلُه راجل أو راكب؟!
سَلِ أبوابها: كيف تفتحت، ومَن استقبلهُ على كُل جانب؟!
سَلِ الملائكة: أين اصطفت لتَحِيَتهِ كما تصطف الكتائب؟!
سَلِ الروح الأمين: لماذا توقف عند الحِجاب ومَن الحاجب؟!
سَلِ العُشاق عن حُبهم، والناس فيما يعشقون مذاهب!!
سَلِ سِدرة المُنتهى عن كأسِ المحبة: من الساقي ومن الشارب؟!
اللهم صلِّ على الحبيب المصطفى أهلِ الفضائل والمواهب
وعلى الصَحب والآل ومن تَبِع عدد ما في الكون من عجائب وغرائب..
اللهم آمين