أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم 61541; :
1/عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو قال : (لم يَكُنْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم فَاحِشًا ولا مُتَفَحِّشًا) صحيح البخاري
2/عن أَنَسٍ قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ الناس خُلُقًا)
صحيح البخاري
3/عن سَعْدِ بن هِشَامِ بن عَامِرٍ قال أَتَيْتُ عَائِشَةَ فقلت: يا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ أخبريني بِخُلُقِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالت
كان خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل {
وَإِنَّكَ لعلي خُلُقٍ عَظِيمٍ } مسند أحمد بن حنبل ج6:ص91 قال الشيخ شعيب
الأرناؤوط : حديث صحيح .
قال الشنقيطي في أضواء البيان ج8/ص249
وماكان عليه صلى الله عليه وسلم من عظيم الخلق فقد وصفه القرآن في آيات
كثيرة وبينتها السنة النبوية فمنها مثل قوله تعالى { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ }
وقوله { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
وقوله { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً
غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ }
وقوله {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ }
ومثل ذلك من الآيات التي فيها التوجيه أو الوصف بما هو أعظم الأخلاق وإذا كان
خلقه صلى الله عليه وسلم هو القرآن فالقرآن يهدي للتي هي أقوم .
والمتأمل للقرآن في هديه يجد مبدأ الأخلاق في كل تشريع فيه حتى العبادات ..
ففي الصلاة خشوع وخضوع وسكينة ووقار {فأتوها وعليكم السكينة والوقار }
وفي الزكاة مروءة وكرم { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ
صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالاٌّ ذَى }
وقوله { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً
وَلاَ شُكُوراً }
ففي الصيام {من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه
وشرابه}
وقوله صلى الله عليه وسلم { الصيام جنة }
وفي الحج {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ }
وفي الاجتماعيات خوطب صلى الله عليه وسلم بأعلى درجات الأخلاق حتى ولو لم
يكن داخلاً تحت الخطاب لأنه ليس خارجاً عن نطاق الطلب {وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ثم يأتي بعدها وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا
فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً
كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (24) سورة الإسراء
أمثلة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الآخرين :
1/ مع الجاهل :
عن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال
قال كنت أَمْشِي مع رسول اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ
فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً حتى
نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد
أَثَّرَتْ بها حَاشِيَةُ الْبُرْدِ من شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ثُمَّ قال يا محمد
مُرْ لي من مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إليه رسول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ له بِعَطَاءٍ) صحيح البخاري ومسلم
2/ مع الخادم :
أَنَسٌ رضي الله عنه قال
خَدَمْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ
سِنِينَ فما قال لي أُفٍّ ولا لِمَ صَنَعْتَ ولا أَلَّا صَنَعْتَ ولا عاب عليّ
شيئاً ) صحيح البخاري ومسلم
3/ مع الصغار :
عن بن شِهَابٍ قال أخبرني مَحْمُودُ بن الرَّبِيعِ وهو الذي مَجَّ رسول
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في وَجْهِهِ وهو غُلَامٌ من بِئْرِهِمْ ) صحيح
البخاري يقول ( عقلت مجة مجها النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي وأنا ابن خمس
سنين )
4/ في بيان الحقيقة وسمو خلقه :
عن أَنَس رضي الله عنه قال
قالت الْأَنْصَارُ يوم فَتْحِ مَكَّةَ وَأَعْطَى
قُرَيْشًا والله إِنَّ هذا لَهُوَ الْعَجَبُ إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ من
دِمَاءِ قُرَيْشٍ وَغَنَائِمُنَا تُرَدُّ عليهم فَبَلَغَ ذلك النبي صلى الله
عليه وسلم فَدَعَا الْأَنْصَارَ قال فقال ما الذي بَلَغَنِي عَنْكُمْ
وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ فَقَالُوا هو الذي بَلَغَكَ قال أو لا تَرْضَوْنَ
أَنْ يَرْجِعَ الناس بِالْغَنَائِمِ إلى بُيُوتِهِمْ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى بُيُوتِكُمْ لو سَلَكَتْ الْأَنْصَارُ
وَادِيًا أو شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أو شِعْبَهُمْ ) صحيح
البخاري
فضل حسن الخلق :
إذا أردت أن تكون من خير الناس فبحسن الخلق
عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
إِنَّ من
أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا ) صحيح البخاري
إذا أردت أن تكون من أكمل المؤمنين إيماناً فبحسن الخلق
عن أبي هُرَيْرَةَ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَكْمَلُ
الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ
لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا)
سنن أبي داود وسنن الترمذي قال الترمذي : حسن صحيح وقال الشيخ الألباني :
حسن صحيح
إذا أردت أن يثقل ميزان حسناتك فبحسن الخلق
عن أبي الدَّرْدَاءِ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من شَيْءٍ
أَثْقَلُ في الْمِيزَانِ من حُسْنِ الْخُلُقِ) سنن أبي داود قال الشيخ
الألباني : صحيح
إذا أردت أن يكون منزلك في أعلى الجنة فبحسن الخلق
عن أبي أُمَامَةَ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أنا زَعِيمٌ
بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كان مُحِقًّا
وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كان مَازِحًا
وَبِبَيْتٍ في أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ) سنن أبي داود قال
الشيخ الألباني : حسن
إذا أردت أن تدرك درجة الصائم القائم فبحسن الخلق
عن عَائِشَةَ رَحِمَهَا الله قالت :سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يقول
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ
الْقَائِمِ) سنن أبي داود قال الشيخ الألباني : صحيح
وإذا أردت وصية النبي صلى الله عليه وسلم فبحسن الخلق
عن أبي ذَرٍّ و أبي هُرَيْرَةَ قال: قال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ
تَمْحُهَا وَخَالِقِ الناس بِخُلُقٍ حَسَنٍ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ قال الشيخ الألباني : حسن
وإذا أردت البر والخير فبحسن الخلق
عن النَّوَّاسِ بن سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قال سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم عن الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فقال
الْبِرُّ حُسْنُ
الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه
الناس) صحيح مسلم
الطريق إلى حسن الخلق .
فبعد أن عرفت خلق النبي صلى الله عليه وسلم وفضل حسن الخلق فما عليك إلا سلوك
الطريق الموصل لحسن الخلق وحذاري من القول بأن الطباع لا يمكن تغييرها .
س/ هل من الممكن تغيير الأخلاق والطباع ؟
قال ابن قدامة
لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لم يكن للمواعظ والوصايا
معنى وكيف تنكر تغيير الأخلاق ونحن نرى الصيد الوحشي يستأنس والكلب يعلم ترك
الأكل والفرس تعلم حسن المشي وجودة الانقياد ـ إلا أن الطباع سريعة القبول
للصلاح وبعضها مستعصية )
ولكي تغير من أخلاقك عليك بمايلي :
1/ القراءة الدائمة وتذكر هذه الأحاديث النبوية الدالة على فضل صاحب الخلق
الحسن .
2/ تذكر أن أقصر طريق إلى قلوب الناس هي الأخلاق الحسنة , وقلما يكون إنسان
صاحب خلق حسن ويكون في قلوب الناس كره له.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
******* فطالما استعبد الإنسان إحسانا
3/ الطبع لص يسرق الخير والشر , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( المرء على
دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) ولذا احرص أشد الحرص على صحبة ذوي الأخلاق
الحسنة فهم عون على تغيير أخلاقك .
4/ يقول الإمام ابن القيم في وصف صاحب الخلق الحسن ( مهيب محبوب , عزيز جانبه
, حبيب لقائه , وفي صفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( من رآه بديهة هابه
ومن خالطه عشرة أحبه )