1- موافقة مراد الله تعالى في محبته، فقد اتخذه سبحانه خليلًا وهو أحب الخلق إليه وأثنى عليه وأمر باتباعه صلى الله عليه وسلم، فكان لزامًا على المسلم أن يحبه صلى الله عليه وسلم.
2- مقتضى الإيمان: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينًا أن من مقتضى الإيمان حب النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين»(74).
3- لشدة محبته صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته: فقد وصفه ربه {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].
ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم : تلا قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم:36] الآية، وقال عيسى عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]، فرفع يديه وقال: «اللهم أمتي أمتي»، وبكى، فقال الله عز وجل: «يا جبريل اذهب إلى محمد، وربُّك أعلمُ، فسلهُ ما يُبكيكَ؟»، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلمُ، فقال الله: «يا جبريلُ، اذهب إلى محمدٍ، فقل: إنَّا سنُرضيكَ في أُمتِكَ، ولا نسُوءُكَ»(75).
4- لبذله جهدًا كبيرًا في دعوة أمته وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.