- في السورة دلالة على أنه مهما حرص الإنسان على أن يهتدي الأقربون منه فإن الهداية بيد الله جل وعلا ، فسيد الأولين والآخرين ، الذي كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، وبالناس أجمعين ناصحاً شفيقاً، مات عمُه عدوا لله كافراً ، وأنزل الله في ذمه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة . 2- في السورة دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان يداهن أحداً في الدين ويسامحه ، لكانت تلك المداهنة والمسامحة مع عمه الذي هو قائم مقام أبيه ، فالنسب وحده لا يغني ولهذا قال الله تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ } [ المؤمنون : 101 والمراد بنفي الأنساب في الآية كما قال أهل العلم هو : انقطاع فوائدها وآثارها التي كانت مترتبة عليها في الدنيا ؛ من العواطف والنفع والصلات والتفاخر بالآباء ، لا نفي حقيقتها . 3 - في هذه السورة عظة ودرس عظيم لمن يدعي أن الإسلام بالنسب وليس بالعمل ، فلا كرامة ولا إكرام عند الله إلا بالتقوى ، وحسبك بمعيار الرفعة عند الله الذي رفع بلال ، فخذه وتمسك به ، يغنيك عن نسب لايغني عنك من الله شيئا ، ولم يغني عن أبي لهب كرم نسبه من قبل ، ولا قيمة لنسب إذا لم يكن له من التقوى سبب ، فمن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ، وصدق الشاعر حين قال : فلا تحسب الأنساب تنجيك من لظى