- في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} تشريف المخاطبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإهانة الحاصلة للكفار بسبب وصفهم بالكفر. 2- في الآية خطاب للكافرين المتصفين بصفة الكفر، ولهذا لم يقل: يا أيها الأشخاص، أو يا أيها النفر، أو يا أيها الآخرون، بل قال: {يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} لأن الحكم متعلق بالوصف. 3- هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، فقوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، شمل كل كافر على وجه الأرض، وإن كان المواجهون بهذا الخطاب هم كفارُ قريش، ولكنه يشمل كل كافر على وجه الأرض . 4 - في قوله تعالى: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} دلالة على أن العبادة المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة شرعية ، ففعل الكافر ليس بعبادة شرعية أصلا، ولهذا كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا، ولهذا ميز بين الفريقين، وفصل بين الطائفتين، فقال: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، كقوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} الاسراء:85، وكقوله سبحانه: {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} يونس :41