- من فوائد السورة أن ذكر النعم ثم التكليف من أعظم أساليب الدعوة إلى الله، فيجب على الداعية إلى الله أن يُذَكِّر الناس بنعم الله عليهم، ثم يطلب منهم أداء ما كلّفهم الله تعالى وأمرهم به، فلذلك قال سبحانه: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} الذي هو البيت الحرام، والله تعالى هو رب الأرض ورب البيوت كلها، لكن نسبة البيت إلى الله هنا نسبة تشريف. 2 - في السورة دلالة على عظمة البيت الحرام وعظمة البلد الحرام، وفيها تعظيم لساكني البلد الحرام في مشارق الأرض ومغاربها، فحق هذه النعم أن تشكر لا أن تكفر، وحق لأهل مكة أن يذكروا هذه النعمة، ألا وهي سكنى البلد الحرام. وتذكِّرنا هذه السورة بأحوال أهل مكة الآن والنعم التي هم فيها مما اعتادوه من التجارة في المواسم، في رمضان والحج ومواسم الصيف، بل الآن أصبحت مكة كلها موسم على مدار العام، ولكن من المؤسف أن الكثير من التجار لم يشكروا هذه النعمة، والأحوال التي يعيشها البعض تنبئ بعدم استشعارهم لهذا الفضل وهذا الإنعام، ومن نظر إلى الأسواق وما يعرض فيها من منكرات يعلم أن التكالب على الدنيا والغفلة عن الآخرة جعلت هؤلاء ينسون أو يتناسون أنهم في بلد الله الحرام، أعظم وأكرم بلاد الأرض، القائل عنها صلى الله عليه وسلم: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت). 3 - فى السورة دلالة على أن خير الطعام ما سد الجوعة ، لأنه لم يقل : وأشبعهم، بل قال: { أَطْعَمَهُمْ } ، فالطعام يزيل الجوع ، أما الإشباع فإنه يورث البطنة .