رغم انشغال لقمان الحكيم مع سيدنا داود في اصلاح بني اسرائيل وتكوين جيل المستقبل وكونه قاضي قضاة لهم وتخيل كم المشاكل والقضايا التي تُعرض عليه لم ينسى لقمان نصيب ابنه من حكمته وهي كلمة موجهة للاباء مهما كان ما حولك من مشاكل او اشغالات او مهما كان مدى سِمُو اهدافك ماذا يمكن ان ينفعك ذلك كله اذا لم يكن لابنك نصيب من همومك واهدافك الحياتية
انتَبَه لقمان الى نصيب ابنه في حكمته فكان هذا ما نقله لنا القران من حكمة لقمان مع ابنه
قال تعالى "أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" سورة لقمان
وهذه اول لبنة في الحكمة وليس الشكر فقط لله على ما قدم من نعم ولكن هناك شكر اخر يعتبر نعمة فالشكر نفسه نعمة جميلة ولا تظن ان من مقومات قيومية الحق ان تشكره فقد وسع على الكافر الذي كفر به ولم يقطع نعمه عنه والحق غني عن خلقه "ومن كفر فان الله غني حميد" سورة لقمان
قال تعالى "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" سورة لقمان
الابن هو الشخص الوحيد الذي يرغب الاب في ان يكون افضل منه فقال له لا تشرك بالله فهي قمة العقائد فهو يريد ان يصحح مفهومه في الوجود
3. قال تعالى "ووصينا الانسان بوالديه" سورة لقمان
وصية الانسان بوالديه اخذت رقعة كبيرة من كتاب الله ولم يذكر "حسنا" ولا "احسانا" ولكنه ذكر السبب " حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" سورة لقمان
كلمة (إحسانًا) ذكرت 5 مرات في القرآن في "البقرة والانعام مرتين والاسراء والاحقاف"
ولكن اياك ان تجعل من كفرهما وارادتهما ان تكفر انت معهما سببا ولا تجعله ايضا سببا في قطع الرحم قال تعالى "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" سورة لقمان[/U