نحن مقبلون على شهر عظيم ، شهر الصبر شهر الله ، شهر الصوم ، شهر تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتصفد فيه الشياطين ، فهو شهر الخير، وشهر المغفرة ، وشهر التوبة ، وشهر الطاعة ، وشهر العتق من النيران . قال الله تعالى: )والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً(. الأحزاب(35).
[rtl]وقال تعالى:)كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية(.سورة الحاقة (24).[/rtl]
[rtl]قال وكيع :هي أيام الصوم إذ تركوا فيها الأكل والشرب . [/rtl]
[rtl]فهل تريد أيها الصائم أن تكون من الفائزين في رمضان وتحصل على كنوزه الثمينة، وهل تريد أن تربح المغفرة والعتق من النار في شهر الخير.؟ [/rtl]
[rtl]هناك أسباب إذا علمناها وعملنا بها فسوف نكون من الرابحين والفائزين بإذن الله تعالى نلخصها على شكل نقاط لعل الله ينفع بها.[/rtl]
أولاً : التوبة إلى الله تعالى
[rtl]قال الله تعال: ((وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)). النور(31). [/rtl]
[rtl]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة". رواه مسلم برقم (2702).[/rtl]
[rtl]فالتوبة مطلوبة في كل وقت ولكنها قبل رمضان تكون أشد طلبا، وذلك لأن الذنوب هي التي تحول بين العبد وبين حصول الخير ، يقول الله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير))، ومن أعظم المصائب المصيبة في الدين أن تمر عليك مثل هذه المواسم ولا تغتنمها في طاعة الله.
فبادر يا أخي بالتوبة والإنابة قبل رمضان إذا كنت تريد الفوز والمغفرة فيه. [/rtl]
ثانياً : الصدق مع الله تعالى
[rtl]قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)). التوبة (119).[/rtl]
[rtl]وقال النبي صلى اله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا".رواه البخاري برقم (2743)، ومسلم برقم (2607).[/rtl]
[rtl]فعليك أخي الكريم أن تكون صادقاً مع الله سبحانه وتعالى في رمضان وفي غير رمضان، فلو رآك الله تعالى أنك تريد الفوز في رمضان بصدق إلا أعطاك هذا الفوز ، وما من عبد يطلع الله على قلبه فيرى أنه يريد الشهوات وعمل السيئات في رمضان إلا لم يبال الله به في أي واد هلك . وعلى قدر صدقك يكون فوزك .[/rtl]
[rtl]ومن علامات صدق العبد أن يكون عازما على اغتنام كل دقائق ولحظات رمضان في طاعة الله وذلك بعمل برنامج يومي يملئ بالطاعات والعبادات حتى لا يترك مجالا لنفسه أن تشغله بالمعصية ، وأن يحاول قدر استطاعته أن يتقن هذه الطاعات والعبادات. ومن أعظم الطاعات في رمضان تلاوة القرآن الكريم بتدبر وفهم وعمل ، ورمضان هو شهر القرآن. [/rtl]
[rtl]وعليك أن تغتنم رمضان لتعويد نفسك على أنواع من الطاعات، فلا ينتهي رمضان إلا وقد أخذ حظه منه وتزود بزاد من الأعمال الصالحة التي تربت النفس عليها . والله لا يضيع لك هذه الأعمال والطاعات. [/rtl]
ثالثاً: الإخلاص لله تعالى
[rtl]عليك أخي الصائم أن تخلص النية لله تعالى في صيامك شهر رمضان وتحتسب الأجر عنده سبحانه. [/rtl]
[rtl]ولإخلاص هو: كتمان العبادة والحسنات عن الخلق، وبذل ما بوسعك لمحبوبك. [/rtl]
[rtl]والإخلاص: هو ما أريد به وجه الله تعالى، وهو ضد الرياء .[/rtl]
[rtl]قال الله تعالى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)).البينة (5).[/rtl]
[rtl]وقال الله تعالى: ((قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)) الزمر (11).[/rtl]
[rtl]وعن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله r: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى ...". أخرجه البخاري في الإيمان (54)، ومسلم في الإمارة برقم(1907).[/rtl]
[rtl]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه".السلسلة الصحيحة حديث رقم(52)،وصحيح الترغيب رقم(ورقم(1331).[/rtl]
[rtl]وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام والصيام لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يوم القيامة".([url=#_ftn1][1][/url])[/rtl]
[rtl] الخلوف: بضم الخاء: هو تغير رائحة الفم من الصوم.[/rtl]
[rtl]وقال النبي r: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".([url=#_ftn2][2][/url])[/rtl]
[rtl] وفي رواية للنسائي: إن النبي r قال : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".[/rtl]
[rtl]قال الخطابي: "قوله: إيماناً واحتساباً أي: نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه، طيبة به نفسه غير كاره له ولا مستثقلٍ لصيامه ولا مستطيل لأيامه لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب". وقال البغوي: "قوله: "احتساباً" أي: طلباً لوجه الله تعالى وثوابه يقال : فلان محتسب الأخبار أي : يتطلبها".[/rtl]
[rtl]قال شيخ الإسلام ابن تيمية: النية لها ركنان: أحدهما: أن ينوي العبادة والعمل.[/rtl]
و الثاني: أن ينوي المعبود المعمول له فهو المقصود بذلك العمل، والمراد به الذي عمل العمل من أجله.. شرح العمدة في الفقه (4/576) .
[rtl]وقال بعض السلف: لا يقبل العمل إلا ما كان خالصاً صواباً.[/rtl]
فللصوم أركان كما لغيره من العبادات أركان ، فركن الصوم هو التعبد وإخلاص النية لله تعالى في الإمساك عن جميع المفطرات .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : الصيام له ركن وهو : التعبد لله عزوجل بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . والمراد بالفجر هنا: الفجر الثاني دون الأول.ويتميز الفجر الثاني عن الفجر الأول بثلاثة مميزات .
الميزة الأولى: أن الفجر الثاني يكون معترضاً في الأفق، والفجر الأول يكون مستطيلاً أي ممتداً من المشرق إلى المغرب وأما الفجر الثاني فيمتد من الشمال إلى الجنوب.
الميزة الثانية: أن الفجر الثاني لا ظلمة بعده بل يستمر النور في الازدياد حتى طلوع الشمس، وأما الفجر الأول فيظلم بعد أن يكون له شعاع. الميزة الثالثة : أن الفجر الثاني متصل بياضه بالأفق ، وأما الفجر الأول فبينه وبين الأفق ظلمة، والفجر الأول ليس له حكم في الشرع فلا تحل به صلاة الفجر ولا يحرم به الطعام على الصائم بخلاف الفجر الثاني.اهـ. فقه العبادات للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص172، 173).
[rtl]ولما كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات([url=#_ftn3][3][/url])، وفِطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غايةُ سعادتهما ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدّتها وسَوْرتِها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين.[/rtl]
[rtl]وقال النبي e: "الصَّوم جنَّة".أخرجه البخاري (4/87) في كتاب الصوم. وأمر من اشتدت عليه شهوةُ النكاح، ولا قدرة له عليه بالصيام، وجعله وجاء هذه الشهوة.([url=#_ftn4][4][/url])[/rtl]
[rtl]وكان للصوم رُتب ثلاث، إحداها: إيجابُه بوصف التخيير.[/rtl]
[rtl]والثانية: تحتُّمه، لكن الصائم إذا نام قبل أن يَطْعَم حرُم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة، فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة، وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
رابعاً: صلة الرحم والعفو والصفح والتسامح.
[rtl]للأرحام منـزلة عظيمة عند تبارك وتعالى، فقد مدح الله تعالى الذين يصلون أرحامهم، وذمّ الذين يقطعونها،من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله سبحانه وتعالى. فقال تعالى: ) ( النساء الآية(1) .[/rtl]
[rtl]قال ابن عباس: أي اتقوا الأرحام وصلوها. والأرحام: جمع رحم وذووا الرحم الأقارب يطلق على كل من يجمع بينه وبين الآخر نسب . فتح الباري (6/527) .[/rtl]
[rtl]فعن أبي بكرة t قال : قال رسول الله r: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم".([url=#_ftn5][5][/url])[/rtl]
[rtl]ومن عظم شأن صلة الرحم أن الله سبحانه وتعالى اشتق لها اسماً من اسمه العظيم.[/rtl]
[rtl]فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e "إن الله تعالى خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: "فذاك لَكِ"، ثم قال رسول الله e: "إقرؤوا إن شئتم: ]فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها{.رواه البخاري في كتاب الأدب برقم(5987)، ومسلم في البر والصلة برقم (2554).[/rtl]
[rtl] وفي رواية للبخاري فقال الله تعالى:"من وصلكِ وصلته ومن قطعك قطعتهُ".[/rtl]
[rtl]فرغ منهم : أكمل خلقهم. العائذ : الملتجئ إليك والمستعين بك.[/rtl]
[rtl]فالذي يصل رحمه يصله الله سبحانه وتعالى .[/rtl]
[rtl]وصلة الأرحام سبب في رحمة الله تعالى لعباده، وسبب في ظهور الخير بين الناس، وسبب لطول العمر ، وسبب لسعة الرزق ، فاحرص عليه أخي المسلم.[/rtl]
[rtl]فعلى العبد أن يصل رحمه ولا يقطعها وهذا يكون في رمضان وفي غيره ولكن في رمضان أشد .[/rtl]
[rtl]كما عليك أخي الصائم أن تتحلى بالعفو والصفح عمن أساء إليك وأن تقابله بالإحسان وفي ذلك تتأسى بنبيك صلى الله عليه وسلم .[/rtl]
[rtl]فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها".رواه البخاري ومسلم.[/rtl]
[rtl]وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال شيئا وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". رواه مسلم.[/rtl]
خامساً: السحور
[rtl]عليك أخي الصائم أن تحرص على السحور لما فيه من الأجور العظيمة وخصوصاً إذا استحضرت النية فيه :[/rtl]
[rtl]أولاً : صلاة الله تعالى وملائكته على المتسحرين .[/rtl]
[rtl]فعن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله r: "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين". قال الألباني رحمه الله: حسن صحيح، صحيح الترغيب رقم(1066)، صحيح الجامع(1844)،والصحيحة(1654).[/rtl]
[rtl]وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين".قال الألباني: حسن لغيره، الترغيب برقم (1070).[/rtl]
[rtl]ثانياً : امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وحصول البركة .[/rtl]
[rtl]فعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: "تسحروا فإن في السحور بركة". رواه البخاري ومسلم في كتاب الصيام برقم (2544).[/rtl]
[rtl]وعن عبدالله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي r قال: دخلت على النبي r وهو يتسحر فقال: "إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه". رواه النسائي ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (1069).[/rtl]
[rtl]وعن سلمان t قال: قال رسول الله r: "البركة في ثلاثة: في الجماعة، والثريد، والسحور".قال الألباني حسن لغيره ، الترغيب (1065).[/rtl]
[rtl]وعن العرباض بن سارية t قال: "دعاني رسول الله r إلى السحور في رمضان فقال: هلم إلى الغداءِ المباركِ".رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما،صحيح الترغيب برقم (1067).[/rtl]
[rtl]وجاء في رواية ابن حبان عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله r : "هو الغداء المبارك يعني السحور".صحيح الترغيب برقم (1068).[/rtl]
[rtl]وعن عبدالله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي r قال: دخلت على النبي r وهو يتسحر فقال: "إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه".صحيح الترغيب(1069).[/rtl]
[rtl]وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين". صحيح الترغيب برقم (1070).[/rtl]
[rtl] وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: "نعم سحورُ المؤمنِ التمرُ".([url=#_ftn6][6][/url])[/rtl]
[rtl]ثالثاً : مخالفة المشركين .[/rtl]
[rtl]فعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".أخرجه مسلم في الصيام برقم(2545).معناه: الفارق المميز بين صيامنا وصيامهم السحور، فإنهم لا يتسحرون،ونحن يستحب لنا السحور.[/rtl]
[rtl]رابعاً : التقوي على طاعة الله تعالى بأكلة السحر .[/rtl]
[rtl]من المعلوم أن المباح إذا قارنته نية صالحة تحوله إلى عبادة ، فالذي يأكل ويشرب وينام وماشابه ذلك إذا نوى به العبد التقوي على طاعة الله تعالى يؤجر عليه .[/rtl]
[rtl]قال معاذ لأبي موسى: إني أنام وأقوم وأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. [/rtl]
[rtl]وقال الحسن البصري رحمه الله: نفوسكم مطاياكم إلى ربكم فأصلحوا مطاياكم توصلكم إلى ربكم، فمن وفى نفسه حظها من المباح بنية التقوي به على تقويتها على أعمال الطاعات كان مأجورا في ذلك، كما قال معاذ بن جبل : إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ومن قصر في حقها حتى ضعفت وتضررت كان ظالما.اهـ.لطائف المعارف (1/138).[/rtl]
[rtl]ونظائره في الأحاديث الصحيحة متعددة .[/rtl]
[rtl]+ @ +[/rtl]
سادساً: تعجيل الفطر .
[rtl]على الصائم أن يتعجل في الفطر كما عليه أن يؤخر السحور خلافاً لليهود والنصارى، وهذه هي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. [/rtl]
[rtl]عن سهل بن سعد t أن رسول الله r قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". رواه البخاري في الصوم برقم(1957)، ومسلم في الصيام برقم(1098).[/rtl]
[rtl]وفي رواية عنه t أن رسول الله r قال: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم". صححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (1074).[/rtl]
[rtl]وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجّل إفطارنا ونؤخر سحورنا ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة".صحيح الجامع رقم (2282).[/rtl]
[rtl]وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون".[/rtl]
[rtl]وإن من السنة أن يكون الفطر على تمر فإنه بركة وهو أنسب للجسم من الناحية الصحية كما قرره الأطباء، فإن لم يتوفر فليكن الفطر على ماء فإنه طهور . [/rtl]
[rtl]عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله r يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء".([url=#_ftn7][7][/url])[/rtl]
[rtl]وعنه t قال: "ما رأيت رسول الله r صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماء".صححه الألباني رحمه الله في الترغيب برقم (1076).[/rtl]
[rtl]+ @ +[/rtl]
سابعاً: تفطير الصائمين لمن استطاع ذلك
[rtl]ورد في الشرع المطهر ما في إطعام الطعام ، عامة وتفطير الصائم خاصة من أجر عظيم وثواب جزيل. قال الله تعالى:((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)).سورة الإنسان. [/rtl]
[rtl]وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم النبي قال : "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا".[/rtl]
أخرجه الترمذي (807)، وابن ماجة (1846)، وابن خزيمة برقم (2064)، وابن حبان برقم (3429)، والدارمي برقم (1702) . وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم (6415)، و"الإيمان" (ص 326)، و"المشكاة"(1992)، و"إصلاح المساجد"(ص 114) ، و"الترغيب" (1078)
[rtl]وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائما كان له مثل أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً". صحيح ابن ماجة برقم (1417)، والروض برقم (322)، التعليق الرغيب(95/2) . [/rtl]
[rtl]وتفطير الصائم يكون بنقله من حالة الصيام إلى حالة الإفطار سواء كان برطبات أو تمرات أو حسوات من ماء .[/rtl]
[rtl]وهذا الثواب يحصل لكل من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن أشبع صائماً كان أجره أكثر عند الله تعالى، ولا يشترط أن يكون الصائم فقيرا ، لأن هذا ليس من باب الصدقة وإنما هو من باب الهدية ، ولا يشترط في الهدية أن يكون المهدَى إليه فقيراً ، بل تصح الهدية للغني والفقير . [/rtl]
[rtl]وأما الدعوات التي يكون القصد منها المباهاة والمفاخرة فإنها مذمومة ، وليس لصاحبها ثواب على هذا العمل ، وقد حرم نفسه خيراً كثيراً .[/rtl]
وفي رواية: أن رسول الله r قال:"من فطر صائماً أو جهز غازياً فله مثل أجره".
صحيح الجامع (6414) والمشكاة"(1992) وصحيح الترغيب (1078).
[rtl]وفي رواية: "من جهز غازيا أو جهز حاجاً أو خلفه في أهله، أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء". رواه ابن خزيمة والنسائي وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب برقم (1078). [/rtl]
[rtl]قال الطيبي رحمه الله تعالى: نظم الصائم في سلك الغازي لانخراطهما في معنى المجاهدة مع أعداء الله، وقدم الصائم لأن الصوم من الجهاد الأكبر جهاد النفس بكفها عن شهواتها.اهـ.فتح القدير (6/187).[/rtl]
[rtl]وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات . [/rtl]
[rtl]ومن السنة الدعاء لمن فطر صائماً ، فيقال له ما ورد عن أنس أن النبي كان إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة .
+ @ +[/rtl]
ثامناً: حضور صلاة الجماعة في المسجد
[rtl]صلاة الجماعة في المسجد مطلوب من العبد وواجب عليه في رمضان وفي غيره لما فيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل.[/rtl]
[rtl]قال النبي r: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه".رواه مسلم (232).[/rtl]
[rtl]وعن علي بن أبي طالب t: أن رسول الله r قال: "إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً".([url=#_ftn8][8][/url])[/rtl]
[rtl]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة". رواه البخاري ومسلم.[/rtl]
[rtl]كما أن المتخلف عنها يستحق العقاب ويكون على خطر عظيم.[/rtl]
[rtl]وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي r قال: "من سَمِعَ النداءَ فلم يُجبْ ، فلا صلاة له إلا من عُذر".صحيح الترغيب(426)، وصحيح الجامع(6300).والعذر هو الخوف أو المرض[/rtl]
[rtl]وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حُزَماً من حطب، ثم آتي قوماً يصلون في بيوتهم، ليست بهم علة، فأحرِّقَها عليهم".[/rtl]
فقيل ليزيد - هو ابن الأصم- الجمعة عنى أو غيرها؟ قال : صُمَّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله r، ما ذكر جمعة ولا غيرها.([url=#_ftn9][9][/url])
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من سمع "حي على الفلاح" فلم يُجب ، فقد ترك سنة محمد رسول الله r. صحيح الترغيب (432).
[rtl]وعنه ، أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يصلي في جماعة ولا يجمع فقال : إن مات هذا فهو في النار". رواه الترمذي . لا يجمع : أي لا يصلي الجمع .[/rtl]
[rtl]فكيف تريد الفوز في رمضان وتترك صلاة الجماعة في المسجد!؟.[/rtl]
تاسعاً: صلاة التراويح في المسجد
[rtl]عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".([url=#_ftn10][10][/url])[/rtl]
[rtl]وعنه t قال: كان رسول الله r يُرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ فيقول: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". أخرجه البخاري في كتاب الإيمان برقم (37) و أخرجه مسلم في صلاة المسافرين برقم (1777).[/rtl]
[rtl]قوله e: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً» قال النووي: معنى إيماناً تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها. شرح النووي على صحيح مسلم .[/rtl]
[rtl]وقال ابن حجر : قوله: "إيمانا" أي تصديقا بوعد الله بالثواب عليه، "واحتسابا" أي طلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه.. فتح الباري .[/rtl]
[rtl]وعن أبي ذر t قال: "صمنا مع رسول الله r رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر، حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله! لو نفلتنا قيام هذه الليلة، فقال: "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِبت له قيام ليلة".[/rtl]
[rtl]فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلتُ : ما الفلاحُ؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر".[/rtl]
[rtl] صححه الألباني في صلاة التراويح (ص 16/17) وصحيح أبي داود (1245) والإرواء (447).[/rtl]
[rtl]عزيمة: لا يأمرهم أمر إيجاب وتحتيم، بل أمر ندب وترغيب.شرح النووي (6/39).[/rtl]
تنبيه مهم:
نرى بعض الناس في صلاة التراويح يخرج من المسجد بعد أربع ركعات صلاهن مع الإمام، والبعض يخرج قبل أن يصلي الإمام الوتر وهذا يكون قد فوت على نفسه الأجر العظيم الذي جاء في الحديث"إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِبت له قيام ليلة"، فعليك أخي الكريم أن تصبر نفسك وتصلي التراويح كاملة مع إمامك في المسجد ولا تنصرف حتى ينصرف الإمام.
وكما نرى البعض يأتي بركعة زائدة على صلاة الإمام عندما يسلم من الوتر وهذا أيضاً خطأ لأنه لم ينصرف مع إمامه كما جاء في الحديث هذا أولاً ، وثانياً فيه نوع من الرياء لأنه عند فعله هذا كأنه يقول للناس أنا أتهجد في البيت. فتنبوا لهذا .
[rtl]+ @ +[/rtl]
عاشراً: قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.
[rtl] ليلة القدر هي ليلة مباركة شريفة ، والعمل الصالح خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . سورة القدر . [/rtl]
[rtl]وعن أنس بن مالك t قال: "دخل رمضان فقال رسول الله r : "إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلةٌ خير من ألف شهر من حُرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم".صحيح الترغيب برقم (1000).[/rtl]
[rtl]وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب الجحيم و تغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم".صحيح الجامع حديث رقم (55) .[/rtl]
[rtl]وعنه t ، عن النبي r قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".( وفي رواية لمسلم قال: "من يقيم ليلة القدر فيوافيها" أراه قال: "إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".[/rtl]
[rtl]فمن قامها وأحياها إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه كما ثبت ذلك عن رسول الله e .[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
حادي عشر : من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال.
[rtl]عن أبي أيوب t، أن رسول الله r قال : "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر".([url=#_ftn12][12][/url])[/rtl]
[rtl]الحسنة بعشر أمثالها فرمضان ثلاثون يوماً وستة أيام من شوال تلك ستة وثلاثون يوما وأجرها ثلاث مئة وستون حسنة فتلك سنة كاملة وهذا كصيام الدهر لمن واظب على ذلك.[/rtl]
[rtl]وعن ثوبان مولى رسول الله r عن رسول الله r قال: "من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها". صحيح الترغيب برقم (1007).[/rtl]
[rtl]وفي رواية للنسائي: "جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهرٌ بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة".رواه ابن خزيمة في صحيحه،وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1/589).[/rtl]
[rtl]وفي رواية: "من صام رمضان وستاً من شوال فقد صام السنة".([url=#_ftn13][13][/url])[/rtl]
وفي الختام أخوتي في الله ثبتني الله وإياكم للحق، بعد أن عرفنا الأعمال في رمضان بقي علينا أن نعرف ما علينا بعد رمضان، وهل ينفع الصوم بدون الصلاة؟، وهل ينفع أن نصوم ونصلي ونعبد الله تعالى في رمضان ونترك بقية الشهور ؟ فنحمد الله تعالى على أن وفقنا لصوم رمضان، وأن هدانا للحق، فعلينا أن لا ننقطع عن العبادة بعد رمضان من صلاة وصيام وصدقة، وكل طاعة تقربنا من رحمة الله تعالى وتبعدنا عن عذابه، قيل لبشر رحمه الله تعالى إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال: بئس القوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان إن الصالح الذي تعبدو ويجتهد السنه كلها .
وسئل الشلبي رحمه الله أيما أفضل رجب أو شعبان ؟ فقال : كن ربانياً ولا تكن شعبانياً كان النبي e عملة ديمة وسئلت عائشة رضي الله عنها هل كان يخص يوماً من الأيام ؟ فقالت : لا ، كان عمله ديمة وقالت كان النبي e لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدا عشرة ركعة .
واعلم أخي أن ترك الصلاة كفر ، وأن الله لا يقبل الأعمال بدون الصلاة ، قال تعالى:) (سورة المدثر .
[rtl]وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، و إن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك ".([url=#_ftn14][14][/url])[/rtl]
[rtl]وقال النبي r: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".([url=#_ftn15][15][/url])[/rtl]
وقال r: "بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة".رواه مسلم برقم (82).
وفي رواية : "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".([url=#_ftn16][16][/url])
وعن أبي قِلاَبَةَ، عن أبي الملِيحِ قال: كنّا معَ بُرَيْدَةَ في غَزوةٍ، في يومٍ ذي غَيمٍ، فقال: بَكِّرُوا بصلاةِ العصرِ،فإن النبي r قال: "من فاتته صلاة العصر حبط عمله".([url=#_ftn17][17][/url])
انظر أخي إذا كان ترك صلاة واحدة يحبط العمل فما بالك بمن ترك الصلاة بالكلية؟
[rtl]أسأل الله أن يوفق المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل، وأن يرزقهم الثبات على دينه.[/rtl]
[rtl] اللهم آمين .[/rtl]
وبهذا تم البحث، ولله الحمد والمنَّة فنسأل الله العظيم أن ينفع به المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.