اللهُ يَرَاكَ
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يكن له شريكٌ في المُلْك، ولم يكن له وليٌّ من الذل، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمَّة، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين وسلَّم تسليمًا كثيرًا،، أما بعد:
فيا أيها الناس:
إن الوقوف الدقيق عند حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبعث من مشكاة النبوَّة لَيَحمل النفس المؤمنة على أن تعرف أسراره وتستضيء بأنواره، فلا ينفكّ يشرح للنفس ويهديها بهَدْيه، فتؤمن بالنبيِّ المصطفى والرسول المجتَبى - صلوات الله وسلامه عليه - وتتَّبع النور الذي أُنزل معه.
وكلما ذُكر كلام المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - فكأنما قيل من فَمِه للتَّوِّ، كلامٌ صريحٌ لا فلسفة فيه، يجعل ما بين المرء وصِنْوِه من النيَّة كما بين الإنسان وربه من الخوف والمراقبة، كلام يقرِّر أن حقيقة المسلم العالية لن تكون فيما ينال من لذَّته، ولا فيما ينجح من أغراضه، ولا فيما يُقنعه من منطقه، ولا فيما يلوح من خياله؛ بل هو السموُّ الرُّوحي الذي يغلب على الأَثَرة فيسمِّيه الناس برًّا، والرحمة التي تغلب على الشهوة فيسمِّيها الناس عفَّة، والقناعة التي تغلب على الطمع فيسمِّيها الناس أمانة.
عباد الله:
إن تنشئة النفس المؤمنة على البرِّ والتقوى، والعفة والأمانة، والخوف والمراقبة - هي وحدها الطريقة العملية الممكنة لحل معضلة الشرِّ والانحراف لدى المجتمع المسلم.
أرأيتم الطفل كيف يشبُّ على الخُلُق الكريم والنَّهج القويم لو تعهَّده قيِّمٌ بالتَّوجيه والتَّقويم! وعلى العكس من ذلكم؛ لو أُهمل أمره وتركه في مهبِّ الريح؛ فإنه ينشأ شريرًا، خطرًا على نفسه ومجتمعه. ذلكم يا عباد الله أبرز مَثَل للنفس، حين ينشأ الفرد على مراقبة الله والخوف منه.
أيها المسلمون:
لقد ثبت في "صحيح مسلم" أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان؛ فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
اللهم أكبر!! إنه لَتَعبيرٌ عجيبٌ، تعبيرٌ يحمل في اختصاره حقيقة هائلة مذهلة، إنها لكلمات تحمل في طيَّاتها قاعدةً كبرى يقيم عليها الإسلام بناءه، هي: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))! قاعدةٌ يقيم عليها نظمه كلها وتشريعاته وتوجيهاته الطُّهْرى. نظام القضاء، نظام الاقتصاد، نظام السياسة، نظام الأسرة، موقف الفرد من المجتمع، وموقف المجتمع من الفرد، نظام المجتمع بأسره؛ بل نظام الحياة كلها: ((تعبد الله كأنك تراه)).
فالمرء المسلم في مواجهة خالقه ومولاه المستعلي على جميع المخلوقات، في مواجهة مولاه بنفسه جميعًا، بكل جوارحه وكل خلجاته، بظاهرها وباطنها، بأسرارها وما هو أخفى من الأسرار: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19].
سبحان الله! حتى خائنة الأعين! الخائنة التي يظن الإنسان أنه وحده الذي يحسُّها ويعرفها، دون أن يراها أحد من الناس أو يفهمها، وحتى السر؛ بل وما هو أخفى من السر، الخطرات التائهة في مسارب النفس، لا تصل إلى ظاهر الفكر، ولا يتحرَّك بها اللسان للتعبير. إنه لا ستر إذًا ولا استخفاء؛ فإنه يعلم السر وأخفى. وكل هذه مكشوفةٌ لله: ((فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
وإنه لخيرٌ لك أيها المسلم أن تعبد الله كأنك تراه، خيرٌ لك أن تتوجَّه إلى حيث يرقبك خالقك فتأمن المفاجأة، إنها الرهبة في الحالَيْن، رهبةٌ مصحوبةٌ بالأمل حال كونك متوجِّهًا إلى الله، مخلصٌ له قلبك، عاملٌ على رضاه، ورهبةٌ مصحوبةٌ بالذُّعْر حال كونك متوجِّهًا بعيدًا عنه، فارًّا منه، وهو من ورائك محيطٌ. فخيرٌ لك إذًا أن تعبد الله كأنك تراه، وأنت تفرَّ إليه لا أن تفر منه؛ فإنه سبحانه القائل: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِين} [الذاريات: 50].
أيها المسلمون:
قوْل النبي - صلى الله عليه وسلم - في تفسير الإحسان يشير إلى أن العبد يعبد الله على هذه الصفة، وهي استحضار قُرْبه، وأنه بين يديه كأنه يراه؛ لأنه يوجِب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم، وذلك أفضل التعظيم، كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت))؛ رواه الطبراني، وبه تفوز بوعد الله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]؛ وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند مسلم في "صحيحه" تفسير (الزيادة) بالنَّظر إلى وجه الله - عزَّ وجلَّ - في الجنة، وهذا مناسبٌ لجعله جزاءًا لأهل الإحسان؛ لأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته؛ فكان جزاء ذلكم النظر إلى الله عِيَانًا في الآخرة.
وعكس هذا؛ ما أخبر به تعالى عن جزاء الكفار في الآخرة: {إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]، وجعل ذلك جزاءًا لحالهم في الدنيا، وهو تراكم الرَّان على قلوبهم حتى حُجِبت عن معرفته ومراقبته في الدنيا، فكان جزاؤهم على ذلك أن حُجبوا عن رؤيته في الآخرة.
إن الإحسان على ما فسَّره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينبغي أن يتجلَّى للأمَّة بعامَّةٍ، وفي كل شأنٍ من شؤونها، فالقاضي المسلم لا يُظَنُّ فيه الظُّلم والجَوْر حين يرقب الله كأنه يراه، ولا يجوز له أن يضع نزواته وهواه في مكان العدل الذي يطلبه منه رقيبه ومولاه؛ بل كيف تنتبه نفسه إلى البطش والغَمْط ومن يرقبه يقول له: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، ويقول له: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} [النساء: 58].
إن القاضي المسلم إذا لم يعبد الله كأنه يراه؛ فهو للدنيا أحبُّ، وللزَّلَل أقرب، ولربما اقطتع أموال اليتامى والأرامل وأموال الوقف والفقراء والمساكين، فأكل الحرام وأطعم الحرام، وكَثُر الداعي عليه! فالويل ثم الويل لمَنْ أورثه قضاؤه هذه الأخلاق، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فنعمت المرضِعة وبئست الفاطِمة))؛ رواه النَّسائي وغيره.
وكان يزيد بن عبدالله من قضاة العدل والصلاح، وكان يقول: "مَنْ أحبَّ المال والشَّرف وخاف الدوائر - لم يَعْدِل فيها".
إذًَا خيرٌ لك أيها القاضي المسلم أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
أيها الناس:
الإحسان أمرٌ جليلٌ، ذو مَسْلَكٍ طويلٍ، يُظهر صدقه الموقف، والفَرْج يصدِّق ذلك أو يكذِّبه. يغيب الزوج عن زوجته اليوم واليومين والشهر والشهرين، فيحمل الإحسان المرأةَ على صيانة عِرْض زوجها في غيبته، بعد أن فارقها مطمئنًّا إلى عِرْضه وبيته وماله.
أما العالِم؛ فيا لِعِظم العلم وعلوِّ منزلة العالِم؛ ولكن يالِفظاعة الكَبْوة وعِظم الذلَّة في عيون الناس!
إن أشرف ما تنافس فيه المتنافسون، وأفضل ما بُذلت فيه الجهود - طلب العلم النافع، فهو الرُّوح يُمِدُّ الجسدَ بالحياة، وهو النور الوضَّاء يُبدِّد ظلمات الجهل ويهدي إلى السبيل: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122].
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]؛ فالعلماء هم أَوْلى الناس بالإحسان، وأقرب الناس إلى الإحسان، وأكثر الناس دعوةً إلى الإحسان، والعالم الرباني هو مَنْ تحقَّق فيه ذلك، وجمَّل علمه بالعمل به، كما تتجمَّل المرأة بالحُلَّة الحسناء للدنيا؛ لأن العلم والعمل إنما يُطلب بهما ما عند الله من الدرجات العُلَى والنعيم المقيم، والقُرْب منه والزُّلْفى لديه.
قال سفيان الثوري - رحمه الله -: "إنما فضل العلم لأنه يُتَّقى به الله وإلا كان كسائر الأشياء".
فمَنْ طلب بالعلم والعمل سيادةً على الخَلْق، وتعاظُمًا عليهم، وإظهارًا لزيادة علمه ليعلو به على غيره - فهو متوعَّدٌ بالنار كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ طلب العلم ليُماري به السُّفهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف وجوه الناس إليه - أدخله الله النار))؛ رواه الإمام أحمد والتِّرمذي.
وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "يا حَمَلَة العلم، اعملوا به؛ فإنما العالِم مَنْ عمل بما علم فوافق عمله علمه، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره".
والعالِم المسلم إذا عبد الله كأنه يراه؛ كرهت نفسه الفُتيا والحرص عليها، والمسارعة إليها والإكثار منها؛ قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "مَنْ عَرَّض نفسه للفُتيا؛ فقد عرَّضها لأمرٍ عظيم"؛ قيل له: فأيُّهما أفضل: الكلام أم السكوت؟ قال: "الإمساك أحبُّ إليَّ"، ثم قال: "وليعلم المفتي أنه يُوقِّع عن الله أمره ونهيه، وأنه موقوفٌ ومسؤولٌ عن ذلك".
وكان سفيان الثوري - رحمه الله - يقول: "ما كُفِيتَ عن المسألة والفُتيا فاغتنم ذلك ولا تنافِس، وإياك أن تكون ممَّن يحبُّ أن يعمل بقوله أو يُنشر قوله أو يُسمع قوله، وإياك وحب الشُّهرة؛ فإن الرَّجل يكون حب الشُّهرة أحبُّ إليه من الذَّهب والفضَّة، وهو بابٌ غامضٌ لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة".
وكان أحد السَّلف يُعجبه ما يراه من علم أحد الناس وحسن خِطابه وسرعة جوابه؛ فقال له يومًا - وقد سأله عن مسألة فأجاب -: "أخشى أن يكون حظُّكَ من الدنيا لسانك"؛ فكان ذلك الرجل لا يزال يبكي من هذه الكلمة!!
إذًا خيرٌ لك يا صاحب العلم أن تعبد الله كأنك تراهظ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 55 - 56].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم.
قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفارًا.
الخطبة الثانية
الحمد لله، حمدًا طيِّبًا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ إرغامًا لمَنْ جَحَدَ به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيِّد البَشَر، اللهم صلِّ وسلِّم عليه، اللهم صلِّ وسلِّم على هذا النبيِّ الشَّافع المشفَّع في المَحْشَر، وعلى آله وأصحابه السَّادة الغُرَر،، أما بعد.
فيا عباد الله:
إن مَنْ تأمَّل كلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان؛ علم أن جميع العلوم والمعارف ترجع إلى هذا الحديث وتدخل تحته، وينتج عن هذا الإحسان "الإحسان في العمل"، بأن يؤدِّيَ الإنسان واجبه على أكمل وجه؛ بل الإحسان على كل شيءٍ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، وليُحِدَّ أحدُكم شفرته، وليُرِحْ ذبيحته))؛ رواه مسلم.
الله أكبر! إنه يأمر بالإحسان حتى في ذبح الذبيحة! - ((وليُرح ذبيحته)) - إنه الحرص على إراحة الذَّبيحة وهي تُساق إلى الموت، إلى العدم، إلى حيث لا تشعر!! وهنا تتجلَّى رحمة المسلم بالحيوانات العجماوات، التي سخرها الله له وجعلها في خدمته ومصلحته؛ فالإسلام دين الرحمة، ودين الرأفة، ودين الرِّفق بالإنسان والحيوان.
ثبت في "الصحيحين" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما رجل يمشي في الطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث؛ يأكل الثَّرى من العطش! فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثلما كان الذي بلغ بي، فنزل إلى البئر فملأ خفَّه، ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له؛ فغفر له)) فقالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟! فقال: ((في كل ذات كبدٍ رَطْبَةٍ أجرٌ)).
وفي مقابل جزاء من رحم الحيوان؛ نجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقرِّر عقاب مَنْ آذى حيوانًا وقسى عليه بقوله: ((عُذِّبت امرأةٌ في هرَّةٍ حبستها حتى ماتت جوعًا؛ فدخلت فيها النار))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
فإذا كان هذا جزاء مَنْ يعذِّب حيوانًا أعجم؛ فكيف تكون حال مَنْ يسيء معاملة والديه، أو يؤذي إخوانه، أو يصبَّ شديدَ غضبه وعظيم شرِّه على قرابته وجيرانه وبني ملَّته ومجتمعه؟!
فاتقوا الله أيها المسلمون، وراقبوا ربكم، وتخلَّقوا بالإحسان - تُفلحوا وتفوزوا بوعد الله لكم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9].
هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خير البَريَّة وأزكى البشرية؛ محمد بن عبدالله بن عبدالمطَّلب - صلى الله عليه وسلم - صاحب الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقُدُسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون؛ فقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وزِدْ وبارِك على عبدك ورسولك محمد؛ صاحب الوجه الأَنْور والجبين الأَزْهر، وارضَ اللهمَّ عن خلفائه الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيِّك محمد، وعن التابعين وتابعي التابعين، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك، وسنَّة نبيِّك وعبادك المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّث كرب المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيِّك وعبادك المؤمنين، اللهم مَنْ أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره يا سميع الدعاء.
اللهم آمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمَنْ خافك واتَّقاك واتَّبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ما سألناك من خيرٍ فآتنا، وما لم نسألك فأتبِعنا، وما قصرت عنه آمالنا من الخيرات فبلِّغنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
سبحان ربنا ربِّ العزَّة عمَّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.