القبر عذابه ونعيمه
الحمد لله العلي الأعلى , الولي المولى , الذي خلق فأحيى , وكتب على خلقه الموت والفنا , والبعث إلى دار الجزا , والفصل والقضا , لتجزى كل نفس بما تسعى , كما قال ربنا جل وعلى : " إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا , ومن عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى , جنات عدن يدخلونها وذلك جزاء من تزكى ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا , وأسبل على الخلائق رعايته سترا , أحمده تعالى على نعمائه شكرا , وأسلم لقضائه وقدره صبرا , وأشهد أن محمدا عبدا لله ورسوله أرسله ربه هاديا ومبشرا ونذيرا , وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا , فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين , وسلم تسليما كثيرا .
" يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا واتقوا الله الذي تساءلون بها والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
" يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا , يصلح لكم أعمالكم , ويغفر لكم ذنوبكم , ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
" إن أصدق الحديث كتاب الله عزوجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "
أما بعد :
في ظل التسابق على الدنيا وشهواتها , والتنافس في مناصبها , واللهو في شتى جوانبها , فأورثت في القلوب قساوتها .
لذلك كان لابد من ترقيقها وترغيبها وترهيبها .
وقدوتنا في ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عنه صحابته الكرام فقالوا : " أتى علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نضحك فقال : والله لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولصعدتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله "
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات "
إذا هو الموت الذي لا مفر منه ولا مهرب " كل من عليها فان , ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "
هو الحقيقة المنتظرة وخاتمة الاعمال الذي نسيه الناس أو تناسوه .
كان لابد وأن يقف الإنسان مع نفسه أكان يرضيه أن يقابل الله وهو على هذه الحالة ويستعرض شريط حياته وكل نفس بما كسبت رهينة . هذا أحد المغنيين عندما سئل عن الموت وهل تحب أن تلقى الله وأنت على هذه الحالة فقال : أنا لا أحب أن ألقى الله مغنيا .
ما نذكر الموت إلا لنعلم أننا في هذه الحياة سائرون ومن ظن أنه مخلد فهو أحمق , فلنعد لهذا اليوم عدته
إذا فالقبر أول منازل الآخرة فإن كان خيرا فما بعده أيسر منه وان كانت الأخرى فما بعدها اشد نسال الله السلامة
روي عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فقيل له : تذكر الجنة والنار ولا تبكي , وتذكر القبر فتبكي , فقال : إني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " القبر أول منازل الأخر , فإن نجا منه كان ما بعده أيسر منه , وان لم ينج كان ما بعده أشد منه "
وقال أيضا : " ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه "
من أجل ذلك كان حض النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة القبور " ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة "
فمن نظر في نفسه فوجد غفلة فعليه أن ينظر إلى القبر ويتصور نفسه إذا وضع فيه فإنه أعظم واعظا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أراد واعظا فإن الموت يكفيه "
ما أعظمها من كلمات لو تدبرها الإنسان ما جرى وراء الدنيا
من أراد مؤنسا فالله يكفيه .. ومن أراد حجة فالقران يكفيه .. ومن أراد واعظا فإن الموت يكفيه .. ومن أراد الغنى فإن القناعة تكفيه .. ومن لم يكفه شيء من هذا فإن النار تكفيه
يا ابن ادم كم ستعيش على هذه الأرض حتى لو بلغ بك عمر نوح أكثر من 1000 سنة في النهاية سينطبق عليك قول الله عزوجل " كل نفس ذائقة الموت "
نوح عليه السلام عند وفاته سئل عن حياته فقال : " كمثل بنيان له بابان دخلت من الأول وهاأنذا اخرج من الآخر
دخل مجموعة من الناس على رجل محتضر يقال انه قد عمر أكثر من 130 سنة فقالوا لقد عمر هذا الرجل ففتح عينيه وقال لهم : لوعشتموها لاستقللتموها .
فاعمل يا ابن ادم ليوم تبشر فيه من ملك الموت " ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إالى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "
ولدتك أمك باكيا .. والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم الناس حولك يبكون .. وأنت ضاحكا مسرورا
خرجت الروح من جسده ووضع في قبره هل انتهت الرحلة لا.. الآن ,, أفضى إلى ماعمل اسمع إلى هذا الحديث الشريف الذي يرويه الإمام احمد وأبو داود
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلمفي جنازة رجل من الأنصار, فانتهينا إلى القبر ولما يلحد, فجلس رسول الله صلى اللهعليه وسلم مستقبل القبلة, وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت فيالأرض، فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثاً،
فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أوثلاثاً،
ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبرثلاثاً»،
ثم قال: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاعمن الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه, كأن وجوههمالشمس ومعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة, حتى يجلسوا منه مد البصر, ثميجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة - وفي رواية المطمئنة - اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان,
قال: فتخرج تسيلكما تسيل القطرة من السقاء, فيأخذها - وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كلملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء, وفتحت له أبواب السماء, ليس من أهل بابإلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم - فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عينحتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن, وفي ذلك الحنوط - فذلك قوله تعالى: }توفتهرسلنا وهم لا يفرطون{ [الأنعام :61] ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض,
قال: فيصعدون بها فلا يمرون - يعني - بها على ملك منالملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التيكانوا يسمونه بها في الدنيا, حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتحلهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماءالسابعة, فيقول الله عز وجل:
اكتبوا كتاب عبدي فيعليين, }وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون{[المطففين :19]
فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرضفإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيرد إلىالأرض وتعاد روحه في جسده، قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرينفيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك؟
فيقول: ربي الله, فيقولان له ما دينك؟ فيقول: دينيالإسلام, فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى اللهعليه وسلم, فيقولان له: وما أعلمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت, فينتهرهفيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن, فذلك حين يقولالله عز وجل: }يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا{ [إبراهيم :27]
فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى اللهعليه وسلم.
فينادي مناد في السماء, أن صدق عبديفأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة,
قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره, قال: ويأتيه - وفي رواية: يمثل له - رجل حسن الوجه حسن الثياب, طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسركأبشر برضوان من الله, وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعده, فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير, من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير, فيقول: أنا عملك الصالح, فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في إطاعة الله, بطيئاً في معصية الله, فجزاك اللهخيراً ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله, أبدلكالله به هذا! فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة, كيما أرجع إلى أهليومالي, فيقال له: اسكن.
قال: وإن العبد الكافر - وفيرواية الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة, نزل إليه من السماءملائكة غلاظ شداد, سود الوجوه, معهم المسوح من النار, فيجلسون منه مد البصر, ثميجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه, فيقول: أيتها النفس الخبيثة, اخرجي إلى سخط منالله وغضب, قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود - الكثير الشعب - منالصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب, فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملكفي السماء, وتغلق أبواب السماء, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا تعرج روحهمن قبلهم ,فيأخذها, فإذا أخذها, لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلكالمسوح, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض, فيصعدون بها, فلا يمرون بهاعلى ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبحأسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا, حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح لهفلا يفتح له, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
}لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمالخياط{ [الأعراف: 40]
فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابهفي سجين, في الأرض السفلى, ثم يقال: أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منهاخلقتهم وفيها أعيدهم, ومنها أخرجهم تارة أخرى - فتطرح روحه من السماء طرحاً حتى تقعفي جسده ثم قرأ:
}ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماءفتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق{ [الحج: 31]
فتعاد روحه في جسده قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولواعنه.
ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانهفيقولان له من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري, فيقولان له ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لاأدري, فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه, فيقال: محمد! فيقول: هاه هاه لا أدري, سمعت الناس يقولون ذاك! فيقال: لا دريت ولا تلوت, فينادي مناد من السماء أن كذب, فأفرشوا له من النار وافتحوا له باباً إلى النارفيأتيه من حرها وسمومها, ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه- وفي رواية: ويمثل له - رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك, هذايومك الذي كنت توعد, فيقول: وأنت فبشرك الله بالشر, من أنت؟ فوجهك الوجه يجيءبالشر, فيقول: أنا عملك الخبيث. فو الله ما علمت إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله, سريعاً إلى معصية الله, فجزاك الله شراً ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لوضرب بها جبلاً كان تراباً, فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً ثم يعيده الله كما كان, فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له باب من النارويمهد من فرش النار فيقول رب لا تقم الساعة».
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون "
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له , أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الحمد لله العظيم على إحسانه , الكريم على فضله وامتنانه ولا اله إلا الله تعظيما لشانه واشهد أن محمد عبد الله ورسوله الداعي إلي تقواه ورضوانه صلى الله عليه وعلى اله وإخوانه وسلم تسليما كثيرا :
أما بعد :
أسباب عذاب القبر
أولا : النوم عن الصلاة المكتوبة .. والدليل الحديث الشريف الطويل " وأننا أتينا على رجل مضجع وإذا أخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه فيتهدهد الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ثم جاء البيان على ذلك في آخر الحديث ... أما الرجل الأول الذي أتيت عليه فانه الرجل يأخذ القران فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة فيفعل به إلى يوم القيامة
ثانيا : الكذب .. كما ورد في الحديث " وأننا أتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي احد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى .. وفي أخر الحديث .. وأما الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ويفعل به إلى يوم القيامة
ثالثا : الزنا .. في الحديث الشريف " فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى مثل بِنَاءِ التَّنُّورِ , قَالَ : فَأَحْسِبُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْنَا فِيهِ لَغَطًا وَأَصْوَاتًا , فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَيْبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ , فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوا , قَالَ : قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَؤُلَاءِ , قَالَ : قَالَا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ ".. وقد جاء في نهاية الحديث بيان ذلك .. وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مثل بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي
رابعا : عذاب آكل الربا في الحديث الشريف " قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهْرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ أَحْمَرَ مثل الدَّمِ , فَإِذَا فِي النَّهْرِ رَجُلٌ يَسْبَحُ وَإِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً , وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ , ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَذْهَبُ فَيَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ , ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي كُلَّمَا رَجَعَ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ الْحَجَرَ .. وقد جاء بيان ذلك في نهاية الحديث "وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهْرِ يُلْقَمُ الْحِجَارَةَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا "
خامسا : النميمة : كما في الحديث الشريف " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ
سادسا : الغيبة : كما في الحديث الشريف " مر الرسول صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى انه كبير أما احدهما فكان يغتاب الناس " صحح الحديث الإمام الألباني في صحيح الترغيب والترهيب والأدب المفرد
سابعا : عدم الاستتار من البول أو عدم الاستبراء من البول " قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عامة عذاب القبر من البول " وفي الشطر الآخر من الحديث السابق :" وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله " وفي رواية أخرى "فكان لا يستبرئ من بوله"
ثامنا : الغلول : قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حق الرجل الذي شهد له الصحابة فقاوا انه شهيد فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لا ان الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارا
أما الأسباب المنجية من عذاب القبر
أولا : محاسبة النفس : من حاسب نفسه هانت عليه نفسه وعظمت الذنوب في عينه وخفف عنه الحساب قال الإمام الحسن البصري " ان من الناس ناسا يخفف عنها الحساب قيل من هم قال الذين يحاسبون أنفسهم
ثانيا : الرباط : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه , وان مات اجري عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفتان "
ثالثا : الشهيد : قال أحد الصحابة يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد , فقال صلى الله عليه وسلم : كفى ببارقة السيوف فوق رأسه فتنة "
وللشهيد ست خصال كما اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم من ضمنها وامن الفتان
رابعا : سورة تبارك : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سورة من القران ثلاثون أية شفعت لصاحبها حتى غفر له"
خامسا : من مات بداء البطن : قال رسول الله صلى عليه وسلم " من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره " وهذه بشرى لمن صبر على المرض سواء سرطان أو قرحة أو التهابات مما ينغص عليه حياته
سادسا : من مات يوم الجمعة أو ليلتها : قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلتها إلا وقاه الله فتنة القبر "
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع الصحابة ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى , اللهم أجرنا من عذاب القبر , اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه