بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهوعلى كل شيء قدير واشهد ان محمد بن عبد الله عبده ورسوله ارسله الله رحمة للعالمين وحجة على العباد اجمعين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
ايها الاخوة في الله كان اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قد وعد على اقامة هذا الدين وعدا واحدا لا يتعلق بشيء من هذه الدنيا وعدا واحدا هو الجنة وكان عليه الصلاة والسلام لا يضع جائزة الا الجنة على اي عمل من الاعمال يقول غلى سبيل المثال من يشتري بئر روما وله الجنة من يجهز جيش العسرة وله الجنة من يعمل كذا وله الجنة من اقبل هذا اليوم ولم يدبر صادقا محتسبا فله الجنة من يكفل هذا ويكون رفيقي فى الجنة قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض وتجده صلى الله عليه وسلم يرفعهم الى الجنة دائما لا يضع شيئا ماديا دنيويا وانما يرفعهم عن زخرف الدنيا الى الجنة ونعيمها هذا بعد ان علم الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الجنة ونعيمها حيث جلّ الله تبارك وتعالى امر الجنة واكد خلودها وكمالها لاحر ولا برد لا تعب ولا صخب لا عجز ولاهرم غمسة في الجنة تنسي كل شقاء في هذه الحياة فتنافس الصحابة رضوان الله عليهم للفوز بالجنة ونعيمها { وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون} فاذا باحدهم يستطيل حياته فيلقي قوت يومه من تمرات يوم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قوموا الى جنة عرضها الارض والسموات يقول: لان بقيت الى ان اكل هذه التمرات انها لحياة طويلة ثم يتقدم للموت فرحا مسرور واذا باخريتلقى سنان الرمح بصدره فيخرج من بين ثدييه الدماء تسيل منه ينضح من هذه الدماء على وجهه وجسده ويقول فزت ورب الكعبة فزت ورب الكعبة حتى قال قاتله : ما فاز ألست قتلت الرجل, فمازال يسأل حتى أخبر انه فاز بالشهادة وبما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فقال القاتل: فاز لعمر الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله واذا بالاعرج يوم احد يقول: با رسول الله ارايت ان قاتلت في سبيل الله حتى اقتل اامشي برجلي هذه صحيحة في الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فلما خرج من بيته وقف بعيدا وقال اللهم لا تردني حتى اطأ بعرجتي هذه الجنة صحيحة وقاتل حتى قتل فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القتلى فقال: لكأني انظر اليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة. هكذا كانوا رضوان الله عليهم يتطلعون الى الجنة ونعيمها ليس لهم غرض في شيئ من متاع هذه الدنيا الفانية . فالجنة ماالجنة يا عباد الله وهي ورب الكعبة نور يتلالا وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مضطرب وثمرة نضيجة وحلل كثيرة وزوجة حسناء جميلة بناها الله تعالى لعباده المتقين احسن بناء وملاها من كرامته ورحمته ورضوانه فبناؤها احسن بناء واجمل بناء واتم بناء واكمل بناء كيف لا يكون ذلك وهي لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت والجوهر وترابها الزعفران وسقفها عرش الرحمان لا اله الا هو غرفها مبنية يرى ظاهرها من باطنها ويرى باطنها من ظاهرها من دخلها ينعم لا يبئس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه اما اشجارها فما من شجرة الا ولها ساق من ذهب ثمارها الين من الزبد واحلى من العسل واما اوراقها فلا اله الا الله احسن وأرق من رقائق الحلل اما تصفيق الرياح لذوائب اغصان اشجارالجنة فيستفز من لا يطرب بالطرب ظل الشجرة يسير الراكب فيه مائة عام لا يقطعه نسأل الله عز جل ان يجعلنا ممن يستظل بظلال اشجارها انه غفور رحيم اما انهارها من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى وفوق ذلك ظلها ممدود وماؤها مسكوب حدائق واعناب وكواعب اتراب اما طعام اهلها فلا اله الا الله فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون شرابهم التسنيم والزنجبيل والكافور اما انيتهم فالذهب والفضة في صفاء القوارير فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وفوق ذلك من دخلها يخلد فيها ابدا فيها روح وريحان ورب راض غيرغضبان قد ذللت قطوفها تذليلا يتكئ اهلها على الارائك لا يرونا فيها شمسا ولا زمهريرا ولا يسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما فيها مائة درجة والناس في الجنة على درجات منهم من يبلغ أعلى الجنة ومنهم من هو في وسط الجنة ومنهم من هو في ربض الجنة لو ان العالمين اجتمعوا في درجة واحدة لوسعتهم سعة ابوابها ما بين المصرعين مسيرة اربعين عاما ولياتينّ عليه يوما وهو كظيظ من الزحام اما ما للمؤمن فيها فللمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا له اهلون يطوف على بعضهم فلا يرى بعضهم بعضا فضلا من الله ونعمة اما لباس اهلها فلا تسأل عن لباسهم حرم عليهم الحرير والذهب في هذه الحياة وجعل لباسهم هناك من الحرير والذهب اما حليهم واساورهم فمن ذهب وفضة ولؤلؤ وزبرجد وياقوت لا يجوعون ولا يضمئون ولا ينصبون ولا يتعبون وانما لذات فوق لذات فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون ... يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكاس من معين . يطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا واذا رايت ثمَّ رأيت نعيما وملكا كبيرا اما اسنان اهل الجنة فابناء ثلاث وثلاثين امشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الالوة وهو افضل الطيب ازواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة ابيهم ادم ستون ذراعا في السماء اما ادنى اهلها فيسير في ملكه وقصوره مسيرة الفي عام فما بالكم باعلى اهل الجنة ان كان ادناهم كذلك في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سال موسى عليه السلام ربه ما ادنى اهل الجنة منزلة ؟ فقال الحكيم سبحانه وتعالى رجل ياتي بعدما ادخل اهل الجنة الجنة فيخيل اليه انها ملاى فقول الله عز وجل له ادخل الجنة فيقول يا رب كيف وقد نزل الناس منازلهم واخذوا اخذاتهم فيقول الله عز وجل ادخل الجنة قال كيف وقد نزلوا منازلهم واخذوا اخذاتهم واخذوا نعيمهم يخيل اليه انها ملاى فيقول الله عزوجل له الا ترضى ان يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا قال بلى يا رب وكيف لا ارضى بذلك قال ان لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله حتى بلغ الخامسة فقال هذا العبد رضيت يا رب رضيت قال فان لك ذلك ولك عشرة امثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك وانت فيها خالد {فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاءا بما كانوا يعملون} ... قال موسى عليه السلام فما اعلاهم منزلة هذا ادناهم قال اولئك الذين اردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترى عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر فلا اله الا الله ما ارحم الله وما ألطف الله وما أحلم الله نساله برحمته التي وسعت كل شيء ان يرحمنا سبحانه وبحمده ... اما ازواج اهل الجنة فانهن الحور والحور ما الحور يا عباد الله كواعب أتراب لهن خدود كالورد والتفاح ونهود كالرمان وثغور كالؤلؤ المنظوم فياله من نعيم وأيُ نعيم لمن فاز بحوريات اهل الجنة, قد رق خصر الواحدة منهن وحاجبها وانفها وطال قوامها وعنقها وشعرها تجري الشمس من محاسن وجهها اذا برزت ويضيء البرق من بين ثناياها اذا ابتسمت اذا قابلت زوجها فقل ما تشاء في تقابل الشمس والقمر واذا حدثت فما ظنك بمحادثة المحبين وان ضمها فما ظنك بتعانق الغصنين يرى وجهه في صحن خدها ويرى مخ ساقها من وراء لحمها وعظمها وجلدها وعصبها وحللها لو طلعت على اهل الدنيا لملات ما بين السماوات والارض ريحا ولاستنطقت افواه الخلائق تسبيحا وتهليلا وتكبيرا لو طلعت لقالوا لا اله الا الله وسبحان الله والحمد لله والله اكبر لو طلعت لتزخرف لها ما بين السماوات والارض ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ولآمن من على ظهر الارض بالله الحي القيوم ,خمارها على راسها خير من الدنيا وما فيها نصيفها على راسها خيرمن الدنيا وما فيها لا تزداد على طول الدهور والاحقاب الا حسنا وجمالا مبرأة من الحمل والولادة والحيض والنفاس مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الادناس لا يفنى شبابها ولا يبلى ثيابها لا يمل طيب وصالها قد قصرت طرفها على زوجها فهن قاصرات الطرف لا تطمح لاحد سوى زوجها لم يطمثها قبله انس ولا جان كلما نظرت اليه ملات قلبه سرورا واذا برزت ملات القصر والغرفة نورا ما ظنكم ايها الاخوة في الله بامراة اذا ضحكت اضاءت الجنة كلها من ضحكها اذا حاضرت زوجها فيالذة المحاظرة ويالذة الكلام ويالذة الاسماع ... ان طال لم يملل وان هي حدّثت ودّ المحدّث انها لم توجزِ. فسبحان من صورها سبحان من عدلها سبحان من انشاها .ولكن هناك حورا من نساء اهل الدنيا قمن بالتكاليف صمن وصلين ووحدنا وتصدقن يكن في الجنة افضل من حوريات اهل الجنة فضلا من الله ونعمة لنساء اهل الدنيا ...ابن الجوزية عليه رحمة الله في رياضه رياض السامعين يصف مشهدا من مشاهد نعيم اهل الجنة قيقول: بينما رجل من اهل الجنة يتنعم مع حورية في ما لاعين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب رجل واذ ببرق يضيء في الجنة فيرفع رأسه فاذا هو بحورية اجمل من التي بين يديه واذا بها تقول يا ولي الله اما لنا فيك جولة اما لنا فيك نصيب, تعرض خدماتها عليه تعرض نفسها عليه, فيقول بالله من انت قالت انا ممن قال الله فيهن فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون وكل ما في الجنة مذلل لاهل الجنة فيطير بسريره اليها فياتي واذا هي تضعف بسبعين الف جزء من النور عن التي كانت بين يديه هناك فيتعجب ويقول لما, قالت لانني صليت وصمت وعبدت الله انا من نساء اهل الدنيا لم اتزوج في الدنيا فانا اعرض نفسي عليك قال أوَ أنتِ لي قالت نعم جزاء من الله لك وجزاء من الله لي قال فيعتنقها اربعين عاما لا تمله ولا يملها تقف بين يديه وفي رجليها خلاخل من ياقوت اذا مشت سمع من خلاخلها صفيرصوت كل طيرفي الجنة اما كفها فألينُ من المخ يشم من رائحة كفّها رائحة كل طيب في الجنة. ثم يتمنى ان تمشي لان لمشية الحورية لها لذة ونعيم من نوع خاص فيقول لها اشتقت الى مشيتك فتمشي بين يديه لو قضى الله الموت عليه طربا من مشيتها لمات ولكن خلود في الجنة فلا موت , لو تفلت هذه الحورية في بحار الدنيا لاصبحت بحار الدنيا كلها عذبة من تفالها ... يشتهي الغناء فماذا يكون الامر يا ايها الاخوة يقول يجتمعنا وينزلن فيجتمعن قسمين قسم من النساء المؤمنات من اهل الدنيا وقسم اخر من نساء حوريات اهل الجنة الاتي انشاهن الله عزوجل انشاء اما حوريات اهل الجنة فيقلن نحن الخالدات فلا يمتن نحن الراضيات فلا يصخطن نحن المقيمات فلا يضعن نحن الناعمات فلا يباسن نحن الحور الحسان ازواج قوم كرام طوبى لمن كان لنا وكنا له. فيرد نساء اهل الدنيا نحن المصليات وما صليتن نحن الصائمات وماصمتن نحن المتصدقات وما تصدقتن نحن العابدات وما عبدتن تقول عائشة رضي الله عنها فغلبنهن. اما موسيقاهن فيرسل الله ريحا فتهز ذوائب اغصان اشجار الجنة فتحدث صوتا يشبه صفير كل صوت طيرفي الجنة فلا تسال عن ذك النعيم وهن يغنين باصواتهن الرخيمات لو قضى الله الموت على اهل الجنة طربا بهذا الغناء لماتوا ولكن خلود في الجنة فلا موت ... اما سوق اهل الجنة يوم الجمعة يأتون كل جمعة فيركبون نجائبهم ودوابهم من ذهب وفضة ولؤلؤ الى كثبان المسك فيجلسون عليها ثم ياتيهم الريح فتاخذ من كثبان المسك فترمي في وجوههم وفي نواصي دوابهم فيرجعون الى اهلهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقولوا اهلهم وازواجهم من الحوريات والله لقد ازدتم حسنا وجمالا فيقولون وانتم والله بعدنا لقد ازدتم حسنا وجمالا ... نعيم الجنة لا ينفد نعيم الجنة لا يبيد نعيم الجنة لا يوصف وان من اعظم نعيم اهل الجنة يا ايها الاخوة في الله حلول رضوان الله جل وعلا على عباده في الجنة هذا من اعظم النعيم الذي ينالونه واعظم من ذلك التلذذ بالنظر الى وجه الله الكريم جل جلاله وتقدست اسمائه ذلك اليوم يسمى يوم المزيد يوم زيارة العزيز الحميد ينادي المناد في الجنة يا اهل الجنة ان ربكم يستزيركم فحيَّ على زيارته يقولون سمعا وطاعة وينهضون الى الزيارة مبادرين واذا بالنجائب اعدت لهم يستوون على ظهورها وينهضون الى الوادي الافيح المبارك على كثبان المسك التي جعلت لهم موعدا ثم يامر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فينصب ثم يامر بمنابر لاهل الجنة منابر على قدر الاعمال من ذهب من فضة من لؤلؤ من نور من ياقوت من زبرجد وادناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك حتى اذا استقروا في مجالسهم واطمأنت بهم اماكنهم نادى المنادي مرة اخرى يا اهل الجنة ان لكم موعدا عند الله يريد ان ينجزكموه يريد ان يعطيكم موعدا فيقولن وقد رضوا بما اتاهم من
النعيم الم يثقل موازيننا سبحانه وبحمده الم يزحزحنا عن النار الم يدخلنا الجنة الم يبيض وجوهنا فبينما هم كذلك اذ سطع لهم نور اشرقت له الجنة ورفعوا رؤوسهم فاذا الجبارجل جلاله وتقدست اسمائه قد اشرف عليهم من فوقهم وقال يا اهل الجنة سلام عليكم فيردون بصوت واحد اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والاكرام ثم يقول يا اهل الجنة يا من اطاعون بالغيب ولم يروني هذا يوم المزيد فسلوني فيقولون ربنا قد رضينا فارضى عنا قال لو لم ارضى عنكم لم اسكنكم جنتي احللت عليكم رضوان فلا اسخط عليكم ابدا هذا يوم المزيد فسلوني فيقولون ربّنا أرنا وجهك نتلذذ بالنظر اليه فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب ويتجلى لهم ويغشاهم من النور ما لولا ان الله عزوجل قضى الا يحترقوا, لاحترقوا من نوره .ولا يبقى احد في ذلك المجلس الا حاضر ربه محاضرة وكلّم ربّه بلا ترجمان يقول الله: ألم تعمل كذا في يوم كذا ألم تعمل كذا ألم تعمل كذافيذكره ببعض غدراته وزلاته فيقول يا رب الم تغفر لي قال بمغفرتي بلغت ما بلغت {فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون]
فلله ما في حشوها من مسرة واصناف لذات بها يتنعم
ولله برد العيش بين خيامها وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المزيد لوصف الحب لو كنت منهم
ولله افراح المحبين عندما يخاطبهم مولاهم ويسلم
ولله كم من حورية ان تبسمت اضاء لها نور من الفجر اعظم
فيا لذة الابصار ان هي اقبلت ويا لذة الاسماع حين تكلم
فيا خاطب الحسناء ان كنت باغيا فهذا زمان المهر فهو المقدم
يا ايها الاخوة في الله لما علم الصحابة هذا النعيم ورأوا ان الفرصة قائمة وان السوق رائجة وان الثمن الجنة فماذا عملوا قدموا اموالهم وقدموا دمائهم وكل نفس من حياتهم ثمنا للجنة ففازوا وافلحوا ... ما الثمن الذي علينا ان نقدمه حتى نفوز بالجنة ونعيمها { يأيها الذين امنوا هل ادلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبةً في جناتِ عدنٍ ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين} يهتف الله تبارك وتعالى الى اربح تجارة في الدنيا والاخرة تجارة الايمان بالله والجهاد في سبيل الله فالله سبحانه وتعالى هو الذي يسال ويشوق الى الجواب { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم}ومن الذي لا يشتاق لان يدله الله على هذه التجارة ؟ ثم يجيئ الجواب تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم اول ما يجب على الانسان ان يفعله ان يوحد الله ...تؤمنون بالله اي الايمان به سبحانه انه الاله الحق المستحق للعبادة افراده سبحانه وبحمده بالعبودية هذه العبودية المتمثلة في كلمة لا اله الا الله . تؤمنون بالله ورسوله شهادة ان محمد رسول الله { فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون }اتباعه صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة والسير على هديه باتباع سنته والحذر من مخالفته وان لا يعبد الله الا بما شرع محمد صلى الله عليه وسلم و الله تبارك وتعالى سد دون جنته الطرق فلن تفتح لاحد الا من طريقه عليه الصلاة والسلام كذلك علق الله سبحانه وبحمده سعادة الدارين بمتابعته وجعل شقاوة الدارين في مخالفته . وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم الجهاد بالدعوة الى الله تبارك وتعالى لنصرة هذا الدين حتى ينتشر في الارض كلها البذل لدين الله وتفريغ الاوقات للدعوة لا أقول فظول الاوقات اي عند الفراغ بل يجب علينا ان نخصص وقتا قار كل يوم فكما اننا نستيقض كل يوم باكرا ونستعد للذهاب الى العمل بحزم ونشاط ونخاف ان نأتي العمل متأخرين ولو بدقيقة هذا كله حرص منا للدنيا أفلا يجب ان يكون أحرى لنا ان نجتهد لنصرة دين الله بنفس الحرص والحزم والنشاط الذي نطلب به الدنيا الفانية مقابل ربح زهيد وفي الاية الكريمة ياتي تفصيل الله تبارك وتعالى لربح الاخرة { يغفر لكم ذنوبكم } وهذه وحدها تكفي ولكن فضل الله ليست له حدود { ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن} انها لاربح تجارة ان يجاهد المؤمن في حياته القصيرة ثم يعوض عنها تلك الجنات وهذه المساكن في نعيم مقيم وفضل الله عظيم وهو يعلم من النفس البشرية انها تتعلق بشيئ قريب في هذه الحياة الدنيا فيبشرها من اظهار هذا الدين في الارض وتحقيق منهجه وهيمته على الحياة { وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين} فانظروا ايها الاحباب الى هذا الخير فهي المغفرة والجنات والمساكن الطيبة والنعيم المقيم في الاخرة وفوقها فوق البيعة الرابحة والصفقة الكاسبة النصر والفتح القريب فمن الذي يدله الله سبحانه وتعالى على هذه التجارة ثم يتقاعس عنها او يحيد ويعرض ؟ {يا أيها الذين امنوا كونوا أنصار الله } وهل ارفع من مكان يكون فيه العبد نصيرا لله إن هذة الصفة تحمل من التكريم ما هو أكبر من الجنة والنعيم , كونوا أنصار الله... التشكيل ايها الاخوة في الله فمن يقول انا ... من يشتري...