هذا الخمول والتعب التي تعاني منه ربما يكون في الأصل ناتجاً عن نوع من التعود والوتيرة الحياتية التي سرت عليها، أو ربما يكون ناتجاً عن أمراض عضوية وهذا أستبعده جدّاً.
هنالك شيء واحد لابد أن أتأكد منه في هذا السياق وهو وظائف الغدة الدرقية، إذا كانت الغدة الدرقية مصابة بأي نوع من العجز فهذا ربما يؤدي إلى نوع من الخمول والكسل وكثرة النوم، ولكن أشك في أن هذا هو السبب في حالتك، ولكن حتى نطمئن جميعاً يمكنك – أخي الفاضل – أن تُجري الفحص الخاص بالغدة الدرقية.
السبب الثالث هو: بعض الأمراض النفسية خاصة الاكتئاب النفسي ربما يؤدي إلى شعور بالخمول والكسل وفقدان الطاقات والدافعية.
أخي الفاضل! أنا حقيقة لا أقر مطلقاً استعمال المنشطات، أياً كان نوعها، خاصة المنشطات التي يُدعى أنها تبني وتقوي الأجسام، هي ربما تساعد في بناء الجسم بصورة نسبية ولكن أضرارها أكثر من نفعها، ولذا عليك -أخي الفاضل- أن تبتعد عنها، هي تسبب اضطرابات في كيمياء الجسم، وربما تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، ارتفاع في السكر، التأثير على هرمون الذكورة، وربما تؤدي إلى أمراض القلب، وهنالك قول أنها ربما تؤدي أيضاً إلى ظهور أنواع مختلفة من السرطانات لا قدر الله.
إذن أخي الفاضل! أرجوك ألا تستعمل هذه المنشطات، عليك فقط أن تتناول طعاماً متوازناً يحتوي على كل مكونات الغذاء، وليس من الضروري أن يكون الطعام بكميات كبيرة، المهم أن تكون الكيفية التي يركب بها الطعام هي الكيفية الصحيحة، وهذا هو الذي نرجوه، ولا مانع من استعمال فيتامينات عادية بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة.
بالنسبة للعقار الذي ذكرته وهو (الثيروكسين)، هذا حقيقة هو الهرمون المنشط للغدة الدرقية، أو الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية، نعم هو ربما يؤدي إلى نشاط نسبي، وأنا شخصياً في استعماله في بعض حالات الاكتئاب التي يكون الإنسان فيها متعباً ويشعر بالخمول، ولكن في حالتك يجب أن نتريث قليلاً، وأرجو ألا تستعمله في هذه المرحلة.
هذه الرياضة التي تمارسها – وهي كمال الأجسام – حقيقة ربما لا تكون هي الرياضة المثالية بالنسبة لك، الرياضة المثالية بالنسبة لك هي المشي والجري، المشي يُعتبر من الرياضات المتوازنة جدّاً لبناء الجسم، لفتح الشهية، لتحسين الصحة النفسية، ولتنشيط الدورة الدموية، ولتحسين الصحة الجسدية، ويكون معدل المشي بالتأكيد نصف ساعة إلى 45 دقيقة في اليوم، أخي هذا هو الذي أنصح به في حالتك.
الجانب الآخر هو أن تنظم وقتك، أن تخصص أوقاتاً للنوم، وأوقاتاً للنشاط، وأوقاتاً للاتصال الاجتماعي، أوقاتاً للعبادة، أوقاتاً للعمل، وهكذا.. فإذا نظمت وقتك سوف تجد -إن شاء الله- أن نسبة الوقت الذي تقضيه في الفراش سوف يقل كثيراً.
عليك -أخي- أيضاً أن تتناول كوباً من القهوة المركزة في الصباح، هذا -إن شاء الله- يعطيك نوعاً من الدافعية وزيادة النشاط.
يقال أن التعرض للضوء بصفة عامة وأشعة الشمس بصفة خاصة لمدة ساعتين في اليوم يزيد أيضاً من النشاط ويزيد من بناء الجسم.
أخي الفاضل! أرى أنك ربما تستفيد أيضاً من العقار الذي يعرف باسم (بروزاك)، (البروزاك) حقيقة هو دواء في الأصل مضاد للقلق ومضاد للتوتر ومضاد أيضاً للاكتئاب، وفي نفس الوقت يؤدي إلى نشاط وزيادة في فعالية الإنسان النفسية والجسدية، فلا بأس أخي مطلقاً أن تتناول (البروزاك) بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وكما ذكرت لك تناول معه كبسولة واحدة من الفيتامينات مثل الفيتامين الذي يعرف باسم (سُبرال Sypral) أو أي فيتامين آخر.
أخي العزيز! بالنسبة للطبيب الذي يجب أن تقابله والتحاليل التي يجب أن تُجريها، أرى أنك يمكن أن تقابل الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة لإجراء التحاليل العامة المتعلقة بالدم والكبد والكلى ونسبة الدهون في الدم، هذا هو كل الذي تتطلبه حالتك.
وإذا كنت تشعر فعلاً بأنك تعاني من عسر في مزاجك وعدم رغبة في أداء الأشياء، وتحس أنك مكتئب هنا يمكن أن تقوم بمقابلة الطبيب النفسي، وإذا لم ترد ذلك يمكنك فقط أن تكتفي بهذه الاستشارة وتتناول العقار الذي وصفته لك، مع اتباع الإرشادات السابقة.
وبالله التوفيق.