موقع الأستاذ اشرف عشوش خبير الرياضيات
مرحبا بكم زائري موقعنا نريد ونرجو اسهاماتكم
اي طلبات او تعديلات ترونها اتصل برقم 01066906877
موقع الأستاذ اشرف عشوش خبير الرياضيات
مرحبا بكم زائري موقعنا نريد ونرجو اسهاماتكم
اي طلبات او تعديلات ترونها اتصل برقم 01066906877
موقع الأستاذ اشرف عشوش خبير الرياضيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع الأستاذ اشرف عشوش خبير الرياضيات

ثلاثون عاما من العطاء (منتدي تعليمي-ثقافي -اجتماعي -اسلامي-خدمي)
 
الرئيسيةالاستاذ اشرف عشأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
الثانية القبر الملاحظة حديث المهني المدرسة النشاط نعيم للسلوك بيان استمارة اولا وكيل مدير التحركات كشوف المعلمون 4 الله الوحدة 66 برنامج اسئلة تعلم سجلات العمرة
سحابة الكلمات الدلالية
القبر استمارة 4 التحركات الثانية المدرسة 66 تعلم المهني للسلوك برنامج وكيل مدير اسئلة اولا بيان حديث النشاط كشوف الوحدة سجلات المعلمون الملاحظة نعيم الله العمرة
المواضيع الأخيرة
» توقعات الابراج لعام 2014 لبرج القوس
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeاليوم في 11:57 am من طرف salah sharaf

» برنامج لطباعة بيان الحالة وبسرعة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالأحد 17 يوليو 2022, 9:20 pm من طرف Admin

» إذا كانت لديك مشكلة في استكمال عمليات نقل الطلاب بين المدارس على سبيل المثال ، مشكلة الرسالة هي أن الهاتف غير صحيح ، على الرغم من أنه صحيح يمكنك استخدام متصفح البرنامج المنجز وهو الزر الأحمر في الصورة. وهو متاح حتى بدون تفعيل لإنجاز هذه المهمة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالأحد 17 يوليو 2022, 9:03 pm من طرف Admin

» خطبة مكتوبة عن الموت مؤثرة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 27 يونيو 2022, 8:20 am من طرف Admin

» جميع اللجان المدرسية وتكليفاتها لمديري المدارس
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالجمعة 15 أكتوبر 2021, 10:16 pm من طرف صباح نبوى

» شيت حضور العاملين بالمدرسة شرح ورابط
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالسبت 27 مارس 2021, 2:30 pm من طرف Admin

» حل مشكلة الطباعة من موقع وزارة التربية والتعليم
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالسبت 27 يونيو 2020, 8:34 pm من طرف Admin

» برنامج تكليفات مدير المدرسة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 22 يونيو 2020, 8:47 pm من طرف Admin

» برنامج المتابعة الشهرية لمدير المدرسة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 22 يونيو 2020, 8:22 pm من طرف Admin

المواضيع الأخيرة
» توقعات الابراج لعام 2014 لبرج القوس
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeاليوم في 11:57 am من طرف salah sharaf

» برنامج لطباعة بيان الحالة وبسرعة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالأحد 17 يوليو 2022, 9:20 pm من طرف Admin

» إذا كانت لديك مشكلة في استكمال عمليات نقل الطلاب بين المدارس على سبيل المثال ، مشكلة الرسالة هي أن الهاتف غير صحيح ، على الرغم من أنه صحيح يمكنك استخدام متصفح البرنامج المنجز وهو الزر الأحمر في الصورة. وهو متاح حتى بدون تفعيل لإنجاز هذه المهمة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالأحد 17 يوليو 2022, 9:03 pm من طرف Admin

» خطبة مكتوبة عن الموت مؤثرة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 27 يونيو 2022, 8:20 am من طرف Admin

» جميع اللجان المدرسية وتكليفاتها لمديري المدارس
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالجمعة 15 أكتوبر 2021, 10:16 pm من طرف صباح نبوى

» شيت حضور العاملين بالمدرسة شرح ورابط
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالسبت 27 مارس 2021, 2:30 pm من طرف Admin

» حل مشكلة الطباعة من موقع وزارة التربية والتعليم
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالسبت 27 يونيو 2020, 8:34 pm من طرف Admin

» برنامج تكليفات مدير المدرسة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 22 يونيو 2020, 8:47 pm من طرف Admin

» برنامج المتابعة الشهرية لمدير المدرسة
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 22 يونيو 2020, 8:22 pm من طرف Admin

مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
omeslam




عدد المساهمات : 309
نقاط : 872
السٌّمة : 1
تاريخ التسجيل : 18/05/2013

حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Empty
مُساهمةموضوع: حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة )   حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة ) Icon_minitimeالإثنين 16 ديسمبر 2013, 1:31 pm

نَّ الحمدَ لله، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [ النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [ الأحزاب: 70، 71].


أما بعد: فإن خيرَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.


إنّ العبدَ المؤمن يعلم أنَّ كلَّ شيء بأمر الله جلَّ جلاله، فإذا تأخَّر المطرُ علم أنَّ تأخُّرَه لحكمة، وإن زادت الأمطار وكثُرت فغرّقت وأهلكت، آمن أنها لِعبرة، فالرياح لا تتحرك عابثة، والسحب لا تجري لاعبة، قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا ﴾ =أي قطعا= ﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ ﴾ =أي حبات المطر= ﴿ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ الروم: 48- 50].


إن عبدَ الله المؤمن يسألُ اللهَ جلَّ جلالُه في كل أحوالِه، ويلجأُ إليه سبحانه في حِلِّه وترحالِه، ويتوكلُ عليه وحده سبحانه لا على غيره؛ في جَلْبِ المنافعِ والخيرات، ودفعِ الشرورِ والمضرات، فعند تأخُّر الغيثِ وجدب الأرض، تكون صلاةُ الاستسقاء، أو الإكثار من الاستغفار والدعاء، في خطبة الجمعة أو في الصلوات، أو في جوفِ الليل الآخر، وقتَ التنزُّلِ الإلهيِّ، وعند رؤية السحبِ المتكاثفة، واختباء الشمس خلف الغيوم، والرياح العاصفة، فيا عباد الله! [لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا مَا تَكْرَهُونَ، فَقُولُوا: [ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرسلت بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ ما أرسلت به].


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وتعوذوا بالله من شرها". صحيح الأدب المفرد (719، 729)


المؤمن لا يفرحُ ولا يضحكُ لكثرة الغيوم، أو تكاثف السحب، حتى تنكشف من غير سوء، أو تُسقِطَ ما فيها من الغيث، اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: ... كَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ ريحاً عُرِف في وجهه (وفي طريق: إِذَا رَأَى مَخِيلَةً =وهي السحابة الخليقةُ بالمَطَر= دَخَلَ وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أمطرت سُرِّيَ عنه). فَقَالَتْ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَت فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهَةُ؟) فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ! مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ مِنْهُ. فَقَالُوا: ﴿ هذا عارض ممطرنا ﴾" [ الأحقاف: 24] (ومن الطريق الأخرى: "وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عارضاً مستقبل أوديتهم ﴾" الآية. صحيح الأدب المفرد (189/251).


لقد [شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ الله عزَّ وجلَّ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ». ثُمَّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ملك يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَتْرُكِ الرَّفْعَ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً، فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ، =ما يسترهم من المطر= ضحكَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه، فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (1173) وحسنه في إرواء الغليل (3/ 135، ح 668)، ومشكاة المصابيح (1/ 477، ح 1508).


إنَّ المؤمنَ إذا تساقطت أوَّلُ حباتٍ من المطر، عرَض نفسه لها، وشمر عن ساقيه، وكشف عن رأسه وصدره، ليصيب جسمَه أوائلُ ما ينزلُ من قطرات الغيث لأنه حديث عهد بربه، كما أخبر صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَنَسٌ: أَصَابَنَا مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، فَحَسَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ عَنْهُ =أي كشف ثوبه عن بعض بدنه= حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ. قُلْنَا: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: "لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ". صحيح الأدب المفرد (571).


المسلم إذا ضايقته الأمطار، وأخَّره عن عمله كثرةُ السيول، لم يدعُ على المطر، بل يلتزم ما جاء في الحديث؛ فقد دخل رَجُلٌ (يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ المِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلَكَتِ المَوَاشِي، =أي من قحوط المطر وتأخُّرِ نزوله= وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا)، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» قَالَ أَنَسُ: (وَلاَ وَاللَّهِ! مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلاَ قَزَعَةً وَلاَ شَيْئًا، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ =جبل غرب المدينة= مِنْ بَيْتٍ، وَلاَ دَارٍ)، قَالَ: (فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ، انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ)، قَالَ: (وَاللَّهِ! مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا)، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا)، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ: (فَانْقَطَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ). صحيح البخاري (1013)، مسلم (897).


يتأفَّف كثير من الناس من الجوِّ المحيط به فيقول: [ الجو حار الجو بارد]، (تأخر المطر، غرق الناس) والأصل أن يدعو الإنسان بالخير، [قَامَ زُبَيْدٌ =اليامي= ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلتَّهَجُّدِ، فَعَمَدَ إِلَى مَطْهَرَةٍ لَهُ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي الْمَطْهَرَةِ، فَوَجَدَ الْمَاءَ فِيهَا بَارِدًا شَدِيدًا كَادَ أَنْ يَجْمُدَ، فَذَكَرَ الزَّمْهَرِيرَ، وَيَدُهُ فِي الْمَطْهَرَةِ، =ذكر الزمهرير فنسي يده في المطهرة= فَلَمْ يُخْرِجْهَا مِنْهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَالِ، فَقَالَتْ: (مَا شَأْنُكُ؟! لَمْ تُصَلِّ اللَّيْلَةَ كَمَا كُنْتَ تُصَلِّي؟!) قَالَ: (وَيْحَكِ! إِنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي هَذِهِ الْمَطْهَرَةِ، فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَرْدُ الْمَاءِ، فَذَكَرْتُ بِهِ الزَّمْهَرِيرَ، فَوَاللَّهِ! مَا شَعَرْتُ بِشِدَّةِ بَرْدِهِ عَلَيَّ حَتَّى وَقَفْتِ عَلَيَّ، انْظُرِي لَا تُخْبِرِي بِهَذَا أَحَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا]. قَالَ: فَمَا عَلِمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ، حَتَّى مَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ). العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (1/ 310، رقم 53].


قد ينزل مع الغيث البرَدُ ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [ النور: 43].

هذه السحب تحمل الجبال التي تزن مئات الأطنان من البرد والأمطار، ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [ الرعد: 12، 13]

﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾، و«الرعد ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب، معه مخاريقُ من نار، يسوق بها السحابَ حيثُ شاء الله». (حسن)... [ت] عن ابن عباس. الصحيحة 1872: صحيح الجامع (3553).

إن السحاب نطق أحسن النطق، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ". مسند أحمد ط الرسالة (39/ 91، ح 23686)، الصحيحة (1665).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ؛ إِذْ سَمِعَ رَعْدًا فِي سَحَابٍ سَمِعَ فِيهِ كَلَامًا: [ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ]، بِاسْمِهِ، فَجَاءَ ذَلِكَ السَّحَابُ إِلَى حَرَّةٍ فَأَفْرَغَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ذُنَابِ شَرَجٍ" =أي مسيل وقنوات=، "فَانْتَهَى إِلَى شَرَجِهِ قَدِ اسْتَوْعَبَ الْمَاءَ، وَمَشَى الرَّجُلُ مَعَ السَّحَابَةِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الرَّجُلِ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ، يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا اسْمُكَ؟) قَالَ: (وَلِمَ تَسْأَلُ؟!) قَالَ: (إِنِّي سَمِعْتُ فِي سَحَابٍ هَذَا مَاؤُهُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، بِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا إِذَا صَرَمْتَهَا؟) قَالَ: (أَمَا إِذْ قُلْتَ ذَلِكَ؛ فَإِنِّي جَعَلْتُهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَثْلَاثٍ: أَجْعَلُ ثُلُثًا لِي وَلِأَهْلِي، وَأَرُدُّ ثُلُثَا فِيهَا، وَأَجْعَلُ ثُلُثَا فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ". التوحيد لابن منده (1/ 164، ح 43) وانظر الصحيحة (1197).

المؤمن يعلم أنّ الأرزاق بيدِ الله الرزاقِ سبحانه، لا بالأمطارِ ولا غيرها، فإنه سبحانه إن شاء جعل الأمطار سببا للأرزاق، وإن شاء أنزلها بلا أرزاق فيها، لقوله رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَتِ السَّنَةُ =القحط والجدب= بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا». صحيح مسلم (2904).

يقولون: (إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة)، هذا القول على العموم صحيح، أما على الخصوص فهذه الأمطار من السماء سبب من أسباب الحصول على الذهب والفضة، بما تضعه في الأرض من البركات، وقد حدث أن أمطرت ذهبا وفضة على نبيِّ أيوب عليه السلام عندما ابتلاه الله فوجده صابرا فعوَّضه، كما ثبت في الحديث الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَيُّوبَ نبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم لَبِثَ فِي بَلائِهِ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلاَّ رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ، فَقَالَ أحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: (تَعْلَمُ وَالله! لَقَدْ أذْنَبَ أَيوبُ ذَنْباً مَا أذْنَبَهُ أحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ)، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: (وَمَا ذَاكَ؟!). قَالَ: (مُنْذُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ الله فَيَكْشِفُ مَا بِهِ!). فَلَمَّا رَاحَ إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذكر ذلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَيُّوبُ: (لا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي كنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ الله"، =أي يحلفان ويقسمان= "وَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأكُفِّرَ عَنْهُمَا؛ كَرَاهِيةَ أَنْ يُذْكَرَ الله إِلاَّ فِي حَقٍّ)، قَالَ: وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أمْسَكَتِ امْرَأتُهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أبْطَأَ عَلَيْهَا، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى أيُّوبَ فِي مَكَانِهِ ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ [ص: 42] فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَبَلَغَتْهُ، فَأقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَءِ، فَهُوَ أَحْسَنُ مَا كَان، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: (أَيْ بَارَكَ اللهُ فِيكَ! هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللهِ. هذَا الْمُبْتَلَى؟ وَاللهِ عَلَى ذلكَ مَا رَأَيْتُ أَحَداً كان أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحاً). قَالَ: (إِنِّي أنَا هُوَ). وَكانَ لَهُ أَنْدَرَانِ: أَنْدَرُ الْقَمْحِ وَأنْدَرُ الشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أنْدَرِ الْقَمْحِ، أفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَتْ، وَأفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَتْ". التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (4/ 448، ح 2887)، والصحيحة (17)

الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد؛ [إن مياه الأمطار قال الله تعالى بشأنها: ﴿ وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً ﴾ [الفرقان: 48]، فيجوز الوُضوء منها.


أما ما ينشأ من طين الشوارع الذي يكثر في فصل الشتاء، فتصاب به الثياب، فلا يجب غَسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأن الأصل فيه الطهارة.


كذلك في الشتاء والبرد يحتاج الناس للتيمم، فمن لم يجد الماء، أو عَجَزَ عن استعماله لبُعد أو مرض أو شدة برد مع عدم القدرة على تسخينه يجوز له أن يتيمم، ولا إعادة عليه.


والتيمم ضربة واحدة للوجه والكفين. ومن التيسير على المصلين في الشتاء المسح على الخفين والجوربين،.. ولا فرق من حيث الحكم بين الجوربين وبين الخفين.


والأذان في المطر أو البرد ينبِّه المؤذنُ الناسَ قائلا: «صلوا في بيوتكم.. ». "ألا صلوا في الرّحال".. «صلوا في رحالكم». ومن التيسير في الشتاء الجمع بين الصلاتين: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.


ومما ينبغي التنبيه له هذه الأيام ما يفعله بعض المصلين من تغطية الفم؛ ومنه التَّلثُّم، وهو مكروه في الصلاة.


وكذلك السَّدل و«هو أن يَلتحف بثوبه، ويُدخِلَ يديه مِن داخل، ويركع ويسجُد وهو كذلك»، والمعنى ظاهر، وهو وضع الملابس -كالمعطف والعباءة مثلاً- على الكتفين دون إدخال الأيدي في الأكمام.


وعند الضرورة الصلاة على الراحلة أو السيارة خشية الضرر: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وتصح صلاةُ الفرض على الراحلة خشية الانقطاع عن الرِّفقة، أو حصول ضررٍ بالمشي».


ألا واعلموا أن من علامات الساعة، مطر يدخل كل بيت ولا يمتنع منه مكان روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناسُ مطراً لا تُكِنُّ منه بيوت المَدَر، ولا تُكِنُّ منه إلا بُيوتُ الشَّعَر». تُكِنُّ: تقي، المـَدَر: هو الطين المتماسك اليابس.


وروى أحمد أيضا في مسنده عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى لا تُمطرَ السماءُ، ولا تُنبت الأرض..» وسنده صحيح.


وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري قال: احترق بيتٌ بالمدينة على أهله، فحُدِّث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نِمتُم فأطفئوها عنكم». وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتركوا النارَ في بيوتكم حين تنامون».


قال الحافظ في فتح الباري: (قيّده بالنوم لحصول الغفلة به غالباً، ويُستنبط منه أنه متى وُجِدت الغفلة حصل النهي).


وقال القرطبي: (في هذه الأحاديثِ أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيرُه وفيه نارٌ، فعليه أن يٌطفئها قبل نومه، أو يفعل بها ما يُؤْمَن معه الاحتراق، وكذا إنْ كان في البيت جماعةٌ، فإنّه يتعين على بعضهم، وأَحقُّهم بذلك آخرهم نوماً، فمَن فرّط في ذلك كان للسُّنة مخالفاً، ولأدائها تاركاً».


... يُستفاد مِن ذلك كلِّه الحذَرُ الشديدُ مِن إبقاء المدافئ بأنواعها كافةً مشتعلةً حالةَ النوم، لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق، وحوادثُ مأساويةٌ كثيرةٌ وقعت بسبب التساهل في ذلك، فتنبه.


واعلموا أن البرد والحر ما هو إلا تذكير بالآخرة، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضاً، فَأَذِنَ لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف؛ فأشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير» بتصرف من كتاب: (أحكام الشتاء، للحلبي).

عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [ الأحزاب: 56]

اللهمَّ صلِّ على عبدك ورسولِك محمَّد،.. =وآله بيته الطيبين الطاهرين=، وارض اللهم عن الأربعةِ الخلفاءِ الراشدين، والأئمةِ المهديين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر، وعثمان وعليٍّ، وعن الصحابةِ والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانك يا أرحم الراحمين.


اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، وانصرْ عبادَك الموحدين.


اللهم ادفع عنا الغلاءَ والوباءَ، والربا والزنا، والزلازلَ والمحنَ، وسوءَ الفتن، ما ظهرَ منها وما بطنَ، عن بلدِنا هذا خاصة، وعن سائرِ بلادِ المسلمين عامة، يا ربَّ العالمين.


﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [ البقرة: 201].

﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [ الأعراف: 23].

عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [ النحل: 90]... فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. [ العنكبوت: 45]. [مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار. للسلمان(2/ 253].


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حال المؤمن مع الشتاء ( خطبة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الأستاذ اشرف عشوش خبير الرياضيات :: المنتدي العام :: المنتدي الاسلامي :: منتدي السنة-
انتقل الى: